لم يكن محمد طالب الماجستير في جامعة ووهان الصينية يعلم أن سفره إلى مدينة تشنجدو وسط الصين لمدة 10 أيام لزيارة زملائه الذين درس معهم اللغة الصينية سيطول لمدة 4 أشهر، فقد فوجئ حين كان يعتزم العودة إلى ووهان بخطاب الرئيس الصيني، يعلن أن ووهان مدينة مغلقة بالكامل لإصابتها بوباء عظيم يهدد حياة الكثيرين. احتار محمد، ولم يكن يدري ماذا يفعل، فهو مجرد ضيف عابر على زملائه، ولا يريد أن يترك جامعته وسكنه في الجامعة طويلا، لكن لم يكن أمامه مفر من البقاء في تشنجدو حتى يفك الحظر عن مدينة ووهان. يقول محمد «بمجرد الإعلان عن فك الحظر عن مدينة ووهان في 7 أبريل الحالي اتصلت بمشرفي الدراسي، وطلبت منه السماح لي بالعودة، ووافق شرط أن أسلم نفسي للحجر الصحي في المستشفى الجامعي بجامعتنا لمدة 14 يوما حتى يتم التأكد من عدم إصابتي بالفيروس، وعلى الرغم من أنني لم أغادر الصين، إلا أن الإجراءات هنا مشددة للغاية». تحقيق يضيف محمد «بمجرد وصولي إلى ووهان تم التحقيق معي من قبل المسؤولين في المطار عن سبب عودتي إليها، وأين كنت، وتحديد العنوان الذي كنت فيه خلال الفترة الماضية، وأسماء الأشخاص الذين خالطتهم، وبعد إجراءات مشددة طويلة تم السماح لي بالذهاب إلى الحجر الصحي، وحينئذ طلبت سيارة عبر تطبيق «ديدي» الشبيه بتطبيق أوبر، لكنه أفادني بأنه خارج الخدمة حتى إشعار آخر، فاستقليت المترو.. كان عدد الركاب فيه قليل جدا، وشعرت أن السكان ما زالوا محتاطين ومتخوفين من انتشار الفيروس مرة أخرى.. وصلت مركز الحجر الصحي بمستشفى الجامعة، ولاحظت وجود برج تحت الإنشاء مليء بالعمالة يشيدون البرج بهمة، وكأن فيروس كورونا غادر للأبد وأعلن استسلامه». كود إلزامي في السابع من أبريل تم فك الحظر عن مدينة ووهان والسماح برحلات الطيران والقطارات والعودة للحياة بشكل طبيعي وخاصة للشركات والمشاريع الصغيرة التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد في المنطقة، ولكن بحذر وبآلية إلكترونية من خلال الهواتف الذكية التي يكون من خلالها كود سمح للمسؤولين بالاطلاع عليه، ويقسم المواطنين الصينيين إلى 3 فئات، أخضر وأصفر وأحمر، وذلك بناء على تتبع زيارتهم للمناطق المنتشر بها الفيروس، وسيظل هذا الكود إلزاميا للجميع ومستخدما حتى ينتهي الوباء بشكل كامل. مخاوف فيما يتخوف البعض من موجة جديدة من انتشار الفيروس مرة أخرى داخل الصين، نفى آخرون هذه المخاوف واستندوا في ذلك إلى إغلاق الحكومة الصينية للمستشفيات المؤقتة التي تم بناؤها أثناء مكافحة الفيروس، وعودة الأطباء والطاقم الصحي الذين قدموا من مناطقهم المختلفة إلى ووهان بل وقيام الحكومة الصينية بإرسال الأطباء وخبراء مكافحة الفيروس إلى إيطاليا ودول أخرى لمساعدتها على مكافحة الفيروس، ولو كانت هناك مخاوف من انتشار الفيروس مرة أخرى لما قامت الحكومة بهذه الخطوات، ولأبقت المستشفيات وأطباءها وطاقمها الصحي على أتم الاستعداد لمواجهة انتشار الفيروس مرة أخرى. وأرجع البعض مخاوف عودة الفيروس إلى اكتشاف إصابات جديدة لأجانب قادمين من مختلف دول العالم إلى الصين، ولذلك قامت الحكومة الصينية بإيقاف ومنع الأجانب من الدخول إلى الصين حتى إشعار آخر، وذلك حين اكتشفت في ال24 من مارس الماضي 78 إصابة بالفيروس بين أجانب قادمين من الخارج إلى الصين. شفاء وأدوية قال مدير المركز الوطني الصيني لتطوير التكنولوجيا الحيوية التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا تشانج شين مين في مؤتمر صحفي، إن عقار فافيبيرافير، الذي يعد دواء إنفلونزا تم اعتماده للاستخدام السريري في اليابان في عام 2014، لم يظهر أي ردود فعل سلبية واضحة في التجربة السريرية». وذكر أنه تمت التوصية بفافيبيرافير لفرق العلاج الطبي ويجب إدراجه في خطة التشخيص والعلاج ل(كوفيد-19) في أسرع وقت ممكن. وأضاف تشانج أن «إدارة المنتجات الطبية الصينية وافقت على بدء شركة أدوية صينية إنتاج الدواء بكميات كبيرة وضمان استقرار العرض». وشارك أكثر من 80 مريضا في التجربة السريرية في مستشفى الشعب الثالث في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، بما في ذلك 35 مريضا تعاطوا فافيبيرافير و45 مريضا في مجموعة مرجعية. وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا علاج فافيبيرافير أصبحوا مقاومين للفيروس في وقت أقصر مقارنة مع المرضى في المجموعة المرجعية. ووجدت أيضا دراسة سريرية عشوائية متعددة المراكز بقيادة مستشفى تشونغنان التابع لجامعة ووهان، أن التأثير العلاجي لفافيبيرافير أفضل بكثير من تأثير المجموعة المرجعية. وأظهر المرضى الذين عولجوا بهذا الدواء نتائج سلبية بعد 4 أيام مقارنة مع 11 يوما قبل إظهار المرضى هذه النتائج في حال عدم استخدام هذا الدواء، كما أظهر 91 % من المرضى في هذه التجربة تحسنا في الحالة الرئوية مقارنة مع نسبة 62 % من المرضى الذين لم يعالجوا بفافيبيرافير. عقار كشف علماء الصين عن نتائج مشجعة حققها عقار مضاد للملاريا في المعركة ضد الفيروس، هو «كلوروكين الفوسفات»، استنادا على تجارب سريرية، أثبتت نتائج إيجابية مع المصابين بكورونا. بينما اعتمد مسؤولو الصحة في الصين على علاج للإيدز مع آخرا للإنفلونزا لمكافحة فيروس كورونا، ما ساعد في علاج الحالات. وهو ما سار عليه أيضا أطباء تايلاند، حيث حققوا نجاحا في علاج حالات شديدة من الإصابة بفيروس كورونا بمزيج من أدوية الإنفلونزا وفيروس مرض نقص المناعة المكتسب، وهما عقاران «لوبينافير وريتونافير» إلى جانب جرعات كبيرة من عقار الإنفلونزا «أوزيلتاميفير». يذكر أن الصين شهدت أكبر نسبة شفاء في العالم حيث وصل عدد المتعافين من فيروس كورونا 77455 حالة، من 81953 إصابة منذ بداية انتشار الوباء. عقارات ونتائج العقار فافيبيرافير 80 مريضا خضعوا للتجربة السريرية 35 مريضا تعاطوا فافيبيرافير 45 مريضا في مجموعة مرجعية النتائج متلقي فافيبيرافير أصبحوا مقاومين للفيروس في وقت أقصر 4 أيام استغرقها متعاطو العقار للتحسن 11 يوما احتاجها الآخرون 91 % من المرضى في التجربة أظهروا تحسنا في الحالة الرئوية 62 % من المرضى الذين لم يعالجوا بفافيبيرافير أظهروا هذا التحسن