لم يأت تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد، نائبا لرئيس مجلس الوزراء خلفا للراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، من فراغ.. بل جاء لما يتمتع بها سموه من صفات وخبرات جعلته أهلا للمنصب بكل اقتدار. ولعل المنصف المتتبع لسيرة الأمير سلمان لا يستطيع أن يحصي مآثر سموه في عدد من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث يكاد يكون ملما بما يخص الدولة وشؤونها من خلال المناصب العديدة التي تدرج فيها ومعاصرته لأغلب ملوك المملكة الراحلين. ولم يتوقف الإعجاب بقرار خادم الحرمين الشريفين بتعيين سموه في منصب ولي العهد داخل الوطن، بل أعلنت جميع الدول والمنظمات ارتياحها إزاء القرار الملكي لما يتمتع به سموه من صفات قيادية ونظرة ثاقبة في معظم الأمور. وربما نستطيع من خلال استقراء تاريخ الأمير سلمان بن عبدالعزيز الحافل بالإنجازات أن نصفه بأنه دولة في رجل من خلال تاريخه القيادي والسياسي، إلى جانب تعامله مع المواطنين على اختلاف طباعهم بمنهج يتسم باللين والرفق، ليظهر من مجموع مسؤولياته ومواقفه ومهامه كم يحسن فن القيادة ويتقن المعادلات السياسية ويحكم القبضة على ما يتولاه بمنهج يجمع بين الحزم واللين مع مهارة فائقة في التعامل مع المواطنين وفق طبائعهم المختلفة، وما انتقاله من منصب أمير منطقة الرياض إلى شغل منصب أهم وأكبر وزارة وهي الدفاع ومن ثم إلى منصب ولي العهد لأبلغ دليل على ما يتمتع به سموه. ولا يفوتني أن أتقدم بأسمى عبارات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز بمناسبة ثقة قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتعيينه وزيرا للداخلية، متوجا بذلك السنوات التي قضاها بنجاح مع أخيه الراحل الأمير نايف، يرحمه الله، في إرساء قواعد الأمن والأمان الذي أصبح نموذجا فريدا على مستوى دول العالم.