لم يسبق لدورة الألعاب الأولمبية في تاريخها الحديث الممتد عبر 124 عاما، أن أجلت لظروف غير الحروب، غير أنها ألغيت بالكامل 3 مرات أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، بينما كانت الصين خلف حرمان طوكيو من تنظيم الأولمبياد مرتين بعد سحب التنظيم لنسخة 1940 لاعتداء اليابان على الصين، والمرة الثانية بعد قرار تأجيل أولمبياد 2020 لتفشي فيروس كورونا الجديد «COVID-19» الذي بدأ من الصين. وعانت دورات الألعاب الأولمبية في تاريخها الحديث، من النسخة الأولى عام 1896، من المقاطعة السياسية مرتين (موسكو 1980 ولوس أنجلوس 1984)، وشهدت أحداثا أمنية (ميونيخ 1972)، لكن موعدها لم يعدل أي مرة في أيام السلم. موعد جديد اتفق منظمو أولمبياد «طوكيو 2020» مع اللجنة الأولمبية الدولية على تأجيل دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية التي كان من المقرر أن تستضيفها العاصمة اليابانية الصيف المقبل، وذلك بسبب وباء فيروس كورونا العالمي. وكان من المقرر افتتاح دورة الألعاب في 24 يوليو المقبل، لكن الاتفاق يقضي بأن تقام في موعد لا يتجاوز صيف 2021. سابقة تاريخية يشكل إعلان اليابان واللجنة الأولمبية الدولية تأجيل دورة الألعاب الصيفية 2020 التي كانت مقررة في طوكيو بسبب تفشي فيروس كورونا، سابقة تاريخية، إذ إنها المرة الأولى التي يتأثر فيها موعد دورة أولمبية بظروف لا ترتبط بحرب عالمية. وفيما يأتي عرض للنسخ الثلاث من الأولمبياد الصيفي التي تم إلغاؤها بسبب الحروب، وهي برلين 1916، طوكيو 1940 ولندن 1944. إلغاء 1916 في اجتماع للجنة الأولمبية الدولية عقد في ستوكهولم، منح تنظيم النسخة السادسة من الألعاب إلى برلين التي تفوقت على الإسكندرية، أمستردام، بروكسل، بودابست وكليفلاند. وسخرت ألمانيا كل إمكاناتها من خلال إقامة ملعب يتسع ل33 ألف متفرج في حي غرونيفالد الراقي في برلين الغربية عام 1913، شيد الملعب في غضون 200 يوما فقط بحسب سجلات اللجنة الأولمبية الألمانية، وتضمن حوض سباحة يبلغ طوله 100 متر، وأجرت ألمانيا تجربة للألعاب على مدى يومي 27 و28 حزيران 1914 في ملعب برلين، لكن اليوم الثاني من التجارب شهد اغتيال ولي عهد النمسا، لتبدأ سلسلة من الأحداث أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى. واعتبر مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة البارون الفرنسي بيار دو كوبرتان مرسوما اعتبر فيه أن ألعاب برلين عام 1916 ستعتبر النسخة السادسة من الأولمبياد رغم أنها لم تقم أبدا. ومنح تنظيم الأولمبياد السابع إلى مدينة أنتويرب البلجيكية إقرار بالتجربة المروعة التي مرت بها بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى. ورفعت الراية التي تتضمن الحلقات الأولمبية الخمس الشهيرة للمرة الأولى. سحب 1940 كما أطلق المسؤولون اليابانيون على طوكيو 2020 تسمية «ألعاب التعافي» من الزلزال المدمر والتسونامي والكارثة النووية التي ضربت البلاد عام 2011، كانت دورة 1940 المقررة أيضا في العاصمة اليابانية فرصة لإظهار مدى تعافي البلاد من زلزال كارثي عام 1923. وكان من المتوقع أن تحتفل طوكيو في الألعاب بذكرى مرور 2600 سنة على تولي أول امبراطور ياباني (جيمو) العرش، لكن تنظيم الألعاب سحب من طوكيو بسبب اعتداء عسكري ياباني على الصين، ونشوب حرب بين البلدين في 1937، ازدادت الضغوط عليها للتخلي عن الألعاب الأولمبية، ورضخت اللجنة الأولمبية اليابانية في النهاية وأبلغت اللجنة الأولمبية عام 1938 بأنها لن تستضيف الألعاب، كما تخلت اليابان عن استضافة الالعاب الأولمبية الشتوية التي كانت مقررة في مدينة سابورو. ومنحت هلسنكي استضافة أولمبياد صيف 1940 بدلا من طوكيو، والشتوي لسانت موريتز السويسرية، لكن المدينتين كانتا ضحيتي الحرب العالمية الثانية وانتظرتا حتى عامي 1952 و1948 تواليا لإقامة الألعاب قبل أن تصبح طوكيو أول مدينة آسيوية تستضيف الألعاب عام 1964. تأجيل 1944 رغم الوصف الشهير الذي أطلقه رئيس الوزراء البريطاني تشيرشيل عن «العاصفة القادمة» الى أوروبا بسبب ألمانيا النازية، اجتمعت اللجنة الأولمبية الدولية في لندن في يوليو 1939 لتحديد المدينة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية عام 1944. وقع الخيار على لندن التي تفوقت على روما، ديترويت، لوزان وأثينا، لكن بعد ثلاثة أشهر فقط، أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا، فألغيت ألعاب 1944. وبعد 3 سنوات على انتهاء الحرب العالمية الثانية، استضافت لندن ألعاب 1948 التي أطلق عليها لقب «ألعاب التقشف» ولم يتم دعوة ألمانياواليابان للمشاركة. -تأجيل أولمبياد 2020 سابقة تاريخية كونها خارج الحروب -أولمبياد برلين في 1916 بسب الحرب العالمية الأولى -أقيم أولمبياد 1944 بعد 4 أعوام لنشوب الحرب الثانية -سحب الأولمبياد من طوكيو في 1940 -اعتداء اليابان على الصين حرمها الأولمبياد -الصين خلف حرمان طوكيو الأولمبياد 1940 و2020