فيما قررت وزارة التعليم تعليق الدراسة اعتباراً من أمس وحتى إشعار آخر، للحد من مخاطر فيروس «كورونا»، خلت الطرقات ومباني المدارس من الصخب اليومي المعتاد للطلاب والطالبات ووسائل نقلهم، وخيّم الهدوء على الشوارع، في مشهد يحدث للمرة الأولى خلال الأعوام الدراسية. الدراسة الإلكترونية نتيجة للتعليق أصبح الخيار الوحيد للتعلم هو الدراسة عن بعد من خلال المنصات الإلكترونية أو القنوات التعليمية المتخصصة من بينها قنوات «عين» التعليمية التابعة لوزارة التعليم السعودية التي تبث على مدار الساعة دروسا وشروحات للمناهج وفق خطة المنهج الأسبوعي الذي يتلقاه الطلاب والطالبات في مدارسهم لكن هذه المرة يتلقون تعليمهم «عن بعد» خلف أجهزة الكمبيوتر أو الجوال أو التلفاز وهم في منازلهم كخطة بديلة لمثل هذه الظروف التي تحول دون ذهاب الطلاب والطالبات لمدارسهم. منصات التعليم أوجدت وزارة التعليم منصة إلكترونية تفاعلية هي «منظومة التعليم الموحدة» التي تتيح للطلاب والطالبات ومعلميهم الدخول للمنصة بحساباتهم الشخصية المرتبطة بموقع «نور» التعليمي، ويستطيعون تصفح الدروس والاطلاع على الشروحات والتعليمات التي يطرحها معلموهم ويتابعون واجباتهم وإجراء الاختبارات وتقويم الأداء، كما يمكن ضبط الحضور والغياب من خلال هذه المنصة، حيث يمكن للمدرسة معرفة الطلاب المنتظمين بشكل إلكتروني. بث مباشر تقدم القنوات التعليمية بثا مباشرا للمعلمين والمعلمات وهم يقدمون الدروس لطلابهم من خلال حساب المنصة على «يوتيوب» بحيث يستطيع الطالب اختيار المادة والدرس المرغوب ويشاهده مشروحاً أمامه سواء كان البث مباشراً أو من خلال البحث في أرشيف الدروس السابقة، في حين تضم شبكة قنوات «عين» الفضائية 14 قناة فضائية متخصصة في شرح الدروس وأساليب التعلم الحديثة يمكن مشاهدتها على التلفاز في كل الأوقات. ضعف الشبكة رغم توفر شبكة الإنترنت في كل منزل تقريباً إلا أن هذا الأمر يشكل عائقاً لبعض الأسر خاصةً في المناطق النائية التي تكون فيها شبكة الاتصال ضعيفة أو منعدمة، إضافة إلى عدم توفر أجهزة كمبيوتر أو جوال لدى بعض الطلاب والطالبات مما يحول دون الاستفادة الكاملة من التعلم الإلكتروني، فضلاً عن أن هذا النوع من التعلم جديد على الكثير من الطلاب والطالبات في ظل جهل بعض أولياء الأمور بأهميته مما يستدعي التوعية أكثر كأسلوب تعلم في المستقبل، وتذليل كافة المصاعب التي تحول دون استفادة الطلاب من التقنية الحديثة. مبادرات وجهت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بمنح التصفح المجاني للمنصات التعليمية والطبية المعتمدة للتعلم الإلكتروني. وقال محافظ الهيئة محمد التميمي في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر» إنه بعد انعقاد اجتماعات ثنائية بين وزراء الاتصالات والتعليم والصحة واستشعاراً للمسؤولية الاجتماعية لقطاع الاتصالات، وجهنا شركات الاتصالات بإتاحة الوصول للمنصات الإلكترونية الحكومية للتعليم والصحة بتعرفة مجانية للمستخدمين. ولقيت هذه الخطوة إشادة من الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم لتسهيل تعليمهم.