يعد الفخر والاعتزاز بالنفس أو بالأسرة والجماعة من التقاليد العربية الأصيلة منذ القدم، وكانت لها مبرراتها في المجتمع الرعوي والزراعي، حيث كانت الفروسية والحروب والثارات جزءا من متطلبات الحياة، واليوم بعد أن عمت الحياة المدنية وانتشر السلم الأهلي وسادت دولة القانون تغيرت الأمور، وأصبح يلجأ الكثير إلى تقديم مفردات الفخر والهياط عند طلب المساعدة أو لإظهار امتنانه لشيء قدم إليه، ويتشكل لنا عدد من المفردات والجمل المتأثرة بطبيعة المنشأ، وتتنوع الأساليب في تقديم الثناء والمدح للآخرين. الهياط فرضت كلمة «هياط» نفسها بين المفردات المتداولة الأكثر انتشاراً خلال السنوات الأخيرة، وتطلق على كل فعل يخالف ما تعارف عليه الناس بالزيادة أو الغرابة للفت الانتباه علاوة على الحصول على السمعة والشهرة بين الناس. وجاء هذا الانتشار الواسع بعد تطور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها بين الناس مما ساهم في انتشار المفردة في جميع أنحاء المملكة. محفزات سلوكية تعد المفردات أحد أسهل أنواع التحفيز السلوكي في المجتمعات، لما للكلمة الواحدة من تأثير قوي، فنجد انتشار جملة «المحزم المليان» و»عطيب المضاريب»، و»بعير القوم» وغيرها من المصطلحات في الجنوب، وذكر التربوي المتخصص في اللغة العربية بأبها جابر بن علي القحطاني «أن مظاهر (مفردات الفخر والهياط) تعد من العادات والتقاليد السائدة في أي مجتمع، وهي من المحفزات السلوكية لأفراد ذلك المجتمع، وتشكل ركنا أساسيا من أركان المنظومة الثقافية التي تدفع البعض للتصرف سلبا أو إيجابا». مطالبا بمشروع ثقافي تربوي تعليمي للحد من هذه التصرفات التي يكون منشأها العادات الدخيلة على مجتمعنا. عادات سلبية ذكر القحطاني أنه يطال المفردات جانبان (الإيجابي والسلبي) والجانب السلبي، يحدث من فئة قليلة من شبابنا وله خلفية ثقافية مبنية على عادات سلبية، كالتعالي والتباهي واحتقار الآخرين، أو ما يعرف عند العامة بمصطلح (الهياط)، وهذا المصطلح ليس عاميا كما يظن البعض، بل ورد في بعض المعاجم، معنى الهياط «المصدر لسان العرب» الجبلة أو الشر أو الصياح أو الاقتراب أو استضعاف الآخر. ونجد في الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة «مفردات الفخر والهياط» التي يلجأ إليها البعض في محاولة بائسة للرفع من مكانته الاجتماعية بطريقة استفزازية وبتصرفات سلبية تجعله عرضة للانتقاد من جانب العقلاء والتي قد تدفع بعض القبائل إلى الوقوف ضد الحق فقط لنصرة قبيلتها. وتتمثل المصطلحات بالتفاخر والمباهاة بعدد من الألقاب الاجتماعية، وكيف كان أجداد الشخص في الماضي، وما وصلوا إليه من معارك وحروب وحالات قتل وغيرها. مصطلح الهياط قال الأخصائي الاجتماعي إبراهيم الشهري: «إن مصطلح الهياط معروف ومتعارف عليه منذ القدم، وينقسم إلى قسمين: القولي والذي يتمثل في مدح النفس بشيء لم يحدث أو الادعاء بفعل أو تملك أشياء مبهرة لا يملكها، والهياط الفعلي: هو فعل أشياء جديدة خارجة عن الإطار العام المتعارف عليه في المجتمع». ومن مرادفات الهياط: المبالغة، التفخيم، النفج، التباهي، الادعاء. والهياط عقدة نقص يعوضها المهايط بالقول دون فعل، وهو سلوك اجتماعي مذموم انتشر بشكل لافت بين فئة الشباب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام. وقد تطورت أساليب الهياط ومفردات الفخر والألقاب التي تكنى للأشخاص، إلى المبالغة في أسعار الإبل والأغنام وحمل السلاح في مناسبات الأعراس وغيرها لتصل إلى الغسيل بدهن العود الثمين ونثر الهيل، وغيرها من الحالات الكثيرة والمظاهر الاجتماعية التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ذم التعصب أوضح القانوني عبدالكريم القاضي «أنه يُذم التعصب بكافة أنواعه وكل ما يثيره أو يستثيره، ومثل ذلك حين حدث شجار بين أنصاري ومهاجر، فتنادى البعض (يا للأنصار) وتنادى آخرون (يا للمهاجرين)، فذم النبي، صلى الله عليه وسلم، ذلك، وجعله من دعوى الجاهلية، مما يدعو إلى عواقب وخيمة خصوصا إذا ما كانت تلك العبارات مثيرة للنعرات التي قد لا تحمد عقباها، إذ الجميع يشملهم وصف الدفاع والهجوم لأتفه الأسباب، مما قد ينتج عنه اعتداءات وإهلاك للأنفس المعلومة والأسباب مجهولة أو تافهة، وللحاكم أن يعاقب أو يعرز من يدعو إلى الاعتداءات أو يستثيرها إلى الإجرام والاعتداء ويعرزه على فعله بما يردعه. مفردات تجمع بين الهياط والفخر ساس القوم الصنديد راعي الفزعات طلق المحيا رأس القوم راعي الأوله طير شلوى سليل المجد والأمجاد السنافي الوافي المحزم المليان عطيب المضاريب حامي الممالك السبع نسل القروم ذابح القوم حراب القبائل ملاذ الخايف زبنة الخايف بعير القوم