رغم رفضه اللقب الذي أسبغه عليه جمع المثقفين والمفكرين والأدباء والباحثين، الذين حضروا ندوة تاريخ الملك المؤسس قبل نحو أقل من عام بجامعة الملك سعود، حينما أطلقوا عليه أمير المؤرخين، فأجابهم الأمير سلمان بن عبد العزيز بقوله "ما أنا إلا قارئ في التاريخ"، إلا أن المؤرخين والباحثين في شؤون التاريخ أكدوا استحقاقه لذلك الوصف مستخدمين عدداً من الأمثلة التي تثبت ثقافة الأمير سلمان التاريخية العالية، وتصحيحه للعديد من أهم الأحداث في تاريخ المملكة. ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز عرف بحبه للاطلاع في كتب التاريخ، واهتمامه بشكل خاص بتاريخ الجزيرة العربية، علاوة على كونه قارئاً نهماً لمختلف الموسوعات والكتب العريقة، وفي إحدى محاضراته التي تناول فيها حياة الملك المؤسس، والجوانب الاجتماعية في تاريخ الملك عبد العزيز أكد للحاضرين على وجود دروس ومواقف تستحق التأمل والاقتداء عاصرها الملك عبد العزيز في شبابه، مشدداً على ارتباطه الوثيق بربه وسنة نبيه وبره بوالديه، وحرصه على أسرته ومواطنيه، والتزامه بمبادئ الدولة التي تأسست بالدرعية في منتصف القرن الثاني عشر الهجري على أساس الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة. وأضاف الأمير سلمان أن الدولة الوليدة ما لبثت أن امتدت إلى ما نحن عليه اليوم في المملكة التي ينص على نظامها الأساسي للحكم أنها دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله وسنة رسوله، مشدداً على أن إجراء الدراسات العلمية والبحوث بالتاريخ لن ينتهي، وقال "لدينا تاريخ ليس بالمملكة فقط والدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، بل الواقع أن لدينا تاريخا إسلاميا منذ انبعاث الرسالة ونزول كتاب الله على نبي عربي بأرض عربية بلغة عربية، وهذه مسؤولية كبرى لهذه الدولة وهذا الشعب".، وأكد بعد ذلك على أنه بعد خروج الخلافة الإسلامية من أرض الجزيرة العربية لم تقم دولة وحدت أكثر أجزاء الجزيرة العربية إلا هذه الدولة وهو ما يمثل عزاً وفخراً، بجانب كونه مسؤولية كبيرة، لافتاً إلى أن المملكة هي بلد تاريخ وحضارة قديمة، وأن الحضارات كانت تأتي من الشرق إلى الغرب، معتبرا أن التطور الشرقي تفوق في ذلك الوقت على تطور أوروبا.