لم تقتصر الأيادي البيضاء لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على مجال بعينه، وإنما شملت كافة حقول العمل الخيري والإنساني, حيث كان محباً للخير وله الكثير من الأعمال والمساعي الجليلة التي لا تحصى في فعل الخير والأعمال الإنسانية، فضلاً عن خدمة الوطن وأبنائه، فمن مآثره الإنسانية التي لن ينساها السجناء وأسرهم في جازان، والتي ستظل شاهداً على حبه للمواطن أينما حل, حرصه الدائم على متابعة أحوال السجناء والعناية بأسرهم. وعبر عدد من المسؤولين بسجون جازان عن الحزن الشديد الذي تعيشه أسر السجناء والمفرج عنهم بالمنطقة لوفاة ولي العهد الذي ظلت أياديه البيضاء ممتدة بالرعاية والاهتمام لنزلاء ونزيلات سجون جازان وأسرهم إضافة إلى متابعته الحثيثة لكل ما يتعلق بشؤونهم وبرامج رعايتهم وإصلاحهم طيلة الأعوام الماضية، وحثه للمسؤولين عن اللجنة على تفهم ظروف السجين وأسرته، وحرص سموه على مساعدتهم من خلال لجنة رعاية السجناء وأسرهم. وفي تصريح إلى "الوطن" أوضح مدير سجون جازان العميد محمد قرين أن الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - ساهم بشكل كبير في إرساء دعائم الأمن في هذه البلاد المباركة طيلة عمله وزيرا للداخلية ومن ثم ولاية العهد، مشيرا إلى أن لسموه إنجازات مشهودة في تطوير السجون بما يمليه من توجيهات وتعليمات، تهدف إلى إصلاح السجين، وتسعى لإعادته مواطنا صالحا. وأكد قرين متابعته المستمرة لأوضاع السجناء ومساهمته في إصدار العفو عنهم في أوقات مناسبة مما يعطي السجناء إمكانية لمراجعة حساباتهم، ويعودون إلى ذويهم، إلى جانب أن له جهودا عظيمة في الإفراج عن أكثر من ثلاثة آلاف سجين خلال العام الماضي في مناسبات متعددة. وبين مدير سجون جازان أن لولي العهد دورا كبيرا في رعاية أسر السجناء، ولعل من أبرز فضائله- رحمه الله- إنشاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء، والتي سميت باللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم حيث أقر عملها وبنودها على ثلاث مراحل بداية بدراسة أحوال السجناء والوقوف بجانبهم ورعاية أبنائهم ومتابعة السجناء المفرج عنهم ومتابعة أوضاعهم وإعداد برامج لهم تعينهم ليكونوا عوناً لضمان عدم عودتهم للسجن وإنتهاء بإعداد برامج داخل السجن أثناء قضاء المحكومية التي تعود على السجين بالنفع والفائدة. وأشار إلى أن اللجنة قامت بجهود كبيرة، وكان لسموه اليد الطولى في الرفع من مستواها وتحقيق أهدافها. ورفع قرين لمقام خادم الحرمين الشريفين خالص التعازي وصادق المواساة وللأسرة المالكة ولكافة الشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية نيابة عن كافة منسوبي المديرية العامة للسجون بجازان. من جانبه، قال رئيس لجنة رعاية السجناء بمنطقة جازان علي بن موسى زعلة إن الأمير نايف شخصية متفردة رائدة في التفكير وصاحب منهج واضح في التعاطي مع الأمور، فهو دائما ينحاز لمصلحة المواطن في كل الأمور. وأضاف زعلة: نهض ولي العهد بأمن البلاد في مواقف عصيبة، وسلك مسار الحكمة، واستعان بالله فكان عونا حتى تحقق للأمن في بلادنا نجاح كبير بفضل الله شهد به القاصي والداني. إلى ذلك، أوضحت رئيسة القسم النسائي بلجنة تراحم بمنطقة جازان عائشة شاكر الزكري أن ولي العهد - رحمه الله - دائما ما يؤكد أن أسرة السجين لا تتحمل ذنبه، ولا ينبغي أن تؤاخذ بما فعل، وكان حريصا على أن تتضافر الجهود لرعاية أسر السجناء. وذكرت الزكري جوانب من وصاياه - رحمه الله - للجنة، حيث أكد لهم أن السجن مكان للتأديب والإصلاح، وعلى اللجنة أن تعي أن السجين أو السجينة، قد انعزلا عن أهلهما وأبنائهما، فلا بد من مراعاة هذا الجانب أثناء التعامل معهم، وأن تدرك أن ابن السجين لا يختلف تماما عن اليتيم الذي فقد والديه. وبينت الزكري أن لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم " تراحم" بمنطقة جازان نجحت في إطلاق سراح وإنهاء معاناة عدد من النزلاء والنزيلات على اختلاف جنسياتهم, وخصوصا من المرضى، وقامت بتسديد مديونياتهم إضافة لمواصلة اللجنة متابعتها لأوضاعهم الاجتماعية والمعيشية من خلال قيام أعضائها بالعديد من الزيارات الميدانية لهم ولأسرهم وإسهامها في تقديم كميات متنوعة من المواد الغذائية والأجهزة المنزلية تقديراً لظروفهم، مشيرة إلى أن كل تلك الاهتمامات المتوالية بتوجيه من سمو ولي العهد - رحمه الله - وبمتابعة من أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر.