في الثاني عشر من ديسمبر 2019 أعلنت الحكومة الصينية بشكل رسمي عن وجود فيروس غامض أصاب العشرات من سكان مدينة ووهان عاصمة مقاطعة خوبي والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 58 مليون نسمةٍ بمساحة 185900 كيلو متر مربع، كانت إجراءات مكافحة الفيروس تعمل بطريقة روتينية، بدأ الفيروس من سوق «هونان» للمأكولات البحرية، فتم إغلاقه وإجراء تحقيقات وسط نشر أخبار خجولة بين الحين والآخر دون وجود أي اهتمام إعلامي، بدأت وسائل الإعلام تلتفت لهذا الفيروس الغامض مع بداية إجازة رأس السنة الصينية والتي يكثر التنقل بها ويعتبر أكثر المواسم الصينية التي ينتقل فيها الصينيون من المدن التي يعملون بها إلى مسقط رأسهم يشاركون آباءهم وأجدادهم الاحتفال بالعيد الصيني ولم شمل العائلة بعد فراق طويل بسبب الانشغال في الأعمال والدراسة. احتجاز طويل تساقط المصابون بفيروس كورونا الجديد الواحد تلو الآخر وبسرعة كبيرة ومخيفة وذهبوا للمستشفيات يشتكون سيلان الأنف والصداع والسعال والحمى، وضيق التنفس والقشعريرة وآلام الجسم وربما الالتهاب الرئوي الحاد الذي توفي بسببه العشرات من المصابين بفيروس كورونا. يقول عبدالرحمن الطريمان أحد الطلاب المبتعثين في الصين والذي احتجز لفترة طويلة في مدينة ووهان بعد إغلاقها: لا أعلم ماذا أقول لك؟ فعلا الأمر صعب للغاية، نعاني من عدم توفر المواد الغذائية، لا توجد محلات تجارية مفتوحة، لا توجد خضروات ولا ولحوم، حاولت الخروج من مدينة ووهان بكافة الطرق ولكن للأسف لا توجد طريقة، جميع المنافذ مغلقة؛ المطارات ومحطات القطار وحتى أدوات الوقاية مثل المعقم والكمامات غير متوفرة، نحن نعيش في أزمة حقيقية، اتصلت بالسفارة السعودية أخبرتهم أني أعيش في مدينة أشباح، الشوارع فارغة، لا توجد أي وسيلة مواصلات متوفرة، لا سيارات الأجرة ولا المترو ولا حافلات النقل العام، ومدينة مرعبة لا أستطيع أن أصفها كما هي مهما حاولت. الجميع مذعور يذكر سلطان البلوي أحد السعوديين الذين علقوا في مدينة ووهان: لا تشاهد أي أحد يسير بالشارع والأسواق مقفلة ما عدا بعض الأحياء متوفر بها الميني ماركت، وشركات التوصيل جميعها متوقفة عن العمل، والناس حسب متابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي وفي برنامج الويشات الصيني تتحاشى الخروج من البيت. وبالنسبة للمواصلات العامة جميعها متوقف عن العمل مثل المترو والباصات والتكاسي. وكانت عائلتي تتواصل معي باستمرار وتشعر بالقلق علي، ورغم أني طمأنتهم بأننا كل الزملاء السعوديين الذين نعرفهم في ووهان في منازلهم وقريبون من بعض وبصحة وسلامة ولله الحمد، كما تواصل معنا المسؤولون بالسفارة السعودية في بكين والملحقية الثقافية من يوم السبت الماضي، وجمعونا في قروب خاص بالإخلاء، قام بإضافتنا فيه السفير السعودي في الصين تركي الماضي، والملحق الثقافي الدكتور فهد الشريف، ومسؤولون من السفارة والملحقية وهم في اجتماع مستمر معنا. وكانوا مهتمين جدا بتنسيق خطة الإجلاء من ووهان، في حال الانتهاء من الترتيبات مع السلطات الصينية، كما أنهم سيرسلون لنا طائرة خاصة تنقلنا حسب ما أفادونا. احتياطات لازمة كما كنا آخذين جميع الاحتياطات اللازمة، كقطع الاختلاط مع أي شخص خارج المنزل من فترة الإعلان الأولي وأغلب تعاملاتنا ننفذها إلكترونياً. أضاف: «أقدم شكري لحكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ولوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ولسفير المملكة لدى بكين الأستاذ تركي الماضي، شكراً لكل من سعى وساهم في إنجاح مهمة إجلاء الطلبة السعوديين من ولاية ووهان بالصين، حفظ الله بلادي وأدام عزها». فرصة خروج أكد المبتعث عبدالحكيم آل الشيخ، بالبداية قبل أن يتم إغلاق جميع وسائل التنقل كانت لدي فرصة للخروج، وكنت متوقعا أن الأمور ستهدأ، ولكن للأسف زادت سوءا بنسبة كبيرة عن سابقتها، الجميع أصبح متخوفا؛ الفيروس انتشر بشكل مخيف، الأخبار جميعها سلبية، للأسف بعد ذلك تم إيقاف كافة وسائل التنقل، وهو ما زاد الوضع توترًا. بقينا في منازلنا معزولين إلى أن اتصل بنا السفير تركي الماضي بعد تلقيه أوامر بإجلائنا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، حفظهما الله، والحمد لله تم إجلاؤنا بعد تيسير من الله وبفضل جهود السفير. بداية انتشار فيروس غامض أخذ بعض إجراءات روتينية بدأ الفيروس من سوق هونان للمأكولات البحرية تم إغلاق السوق وإجراء التحقيقات اللازمة لم تهتم وسائل الإعلام كثيرا بالخبر التفتت لانتشار الفيروس وسائل الإعلام مع بداية إجازة رأس السنة الصينية تساقط الصينيون واحدا تلو الآخر وبسرعة مخيفة احتجز بعض الطلاب في ووهان إغلاق المحلات وإيقاف وسائل المواصلات تم نقل الطلاب بطائرة خاصة للمملكة