موضة إطلاق الفتاوى على القنوات الفضائية من قبل صغار طلبة العلم التي برزت أخيرا لا تقوم على أسس صحيحة إما أن تكون اجتهادا شخصيا أو فتوى إعلانية يريد أن يشتهر بها صاحبها على حساب الدين متغافلين عن الذنب العظيم الذي يكتسبه جراء هذه الفتوى التي قد يكون فيها تحليل لما حرم الله أو العكس ، وقد قال عبد الرحمن بن أبي ليلى:(أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسألُ أحدهم المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا,حتى ترجع إلى الأول,ما منهم من أحدٍ إلا ودً أن أخاه كفاه الفتيا) . أين نحن من الصحابة ومن زمن الصحابة؟ فهاهم أصحاب رسول الله ومن تلقى الدين من فمه مباشرة يخافون من إطلاق فتوى قد لا يصيبون بها فكيف بحالنا ! ويستمر مسلسل إطلاق الفتاوى بدون تهيب يقابله صمت من قبل هيئة كبار العلماء ، بالرغم من تناقضها مع واقع الحياة وعدم وجود دليل يسندها من كتاب الله وسنة نبيه. قرأت قبل عدة أيام عن فتوى تحريم ممارسة المرأة للرياضة ! قلبت عيني بالفتوى غير مصدقة ما كتب، أكملت قراءتي موهمة نفسي أني سأجدها بالأخير نقدا أو مزحة لكن للأسف فمن أفتى بها كان جادا ومقتنعا بما طرح ، لم أقرأ أبداً عن تحريمها في زمن السلف السابق من كبار الائمة والمشايخ حتى إني لم أسمع أنها مكروهة أو بها ضرر على المرأة. عندما يبدي طبيب رأيه بخصوص موضوع ديني يثور الكثير من رجال الدين ويعتبر ذلك تدخلا في تخصص ليس مؤهلا له ولا يمتلك الصلاحية بالتوغل فيه ، إذاً لما لا يكون العكس صحيحا أيضاً فعندما يفتي شيخ بأضرار ممارسة المرأة للرياضة ألا يعلم بأنه تخصص لا يمتلك معلومات وافية كافية عن أهميته ومنافعه الجمة التي من المستحيل ومن غير المعقول أن يحرمها الإسلام بشيء، لا أعلم إلى متى سيستمر السماح بنشر هذا النوع من الفتاوى دون تدخل فعلي من قبل هيئة كبار العلماء ليكون هناك بحث علمي جاد في أصول الشريعة للتحقق من صحتها قبل تلقينها للناس مع وجود مرجع واحد للفتاوى وليس كل من وصل إلى إحدى القنوات الفضائية أطلق فتواه !