جذبت البيوت الأثرية بقرية جازان التراثية زوار مهرجان جازان الشتوي، إذ تمثل هذه البيوت متاحف قائمة، تجسد وتمثل التنوع الثقافي والحضاري للبيئات المختلفة للمنطقة وتراثها، وعادات الأهالي ولباسهم التقليدي وطرق معيشتهم، مما دفع القادمين من خارج المنطقة إلى زيارتها والتعرف خلالها على هذا الإرث الغني. إرث 11عاما تأسست القرية التراثية في جازان قبل 11 عاما -تحديدا في 1429- عندما أمر أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر، بإنشائها على مساحة 7 آلاف متر مربع، تزامنا مع إقامة أول مهرجان شتوي بهدف استعراض ثقافة وتاريخ وتراث وحضارات محافظات المنطقة. البيت الجبلي بيّن مدير القرية التراثية بجازان موسى نامس، أن القرية تعد معلما حضاريا ذا أهمية بالغة، لما تحمله من تاريخ وحضارة تعكسان التنوع الثقافي والحضاري والأنماط التراثية التي ترمز لتاريخ المنطقة. وأضاف، كما تحوي القرية عددا من البيوت التي ترمز إلى موروثات الأهالي، منها البيت الجبلي الذي يتميز بشكله الأسطواني الصلب المناسب لبيئته الجبلية، والذي يتكون في بنائه من الحجارة الجبلية الصلبة. «العشة» التهامية يمثل البيت التهامي «العشة الطينية» بساطة الحياة وأناقتها عبر شكل «العشة» المخروطي، الذي تفنن في بنائها التهامي من أبناء جازان، مستفيدا من عناصر بيئته الطبيعية التي أحسن استثمارها في بناء منزل يحميهم من البرد والحر والأمطار والرياح. بيت الرفاعي يقف بيت الرفاعي بالقرية التراثية المستنسخ من البيت الذي شيده حمد المنور الرفاعي أحد أشهر تجار اللؤللؤ في زمن مضى بجزيرة فرسان، والذي يعد موروثا لأهالي الجزيرة مجسدا للبيت الفرساني والبيئة البحرية فيها، والتي تبدو ماثلة في بيتها حيث البحر واللؤلؤ والأصداف وتزينه الزخارف الجصية والنقش العثماني من الفن، وتتوسطه آيات قرآنية وأبيات من الشعر، وأبواب البيت ونوافذه من خشب الزان المزين بالسواني المملوءة بالقواقع والبطاح النصع من مقذوفات البحر. معروضات أثرية تعرض داخل بيوت جازان الأثرية بالقرية التراثية عددٌ كبير من المعروضات الأثرية والمقتنيات المنزلية، والأدوات المستخدمة في الزراعة والطبخ ومختلف شؤون الحياة الخاصة ببيئة كل بيت، لتحولها بذلك إلى مراكز تراثية تعرض حياة معاصريها وتجسد واقع حياتهم اليومي.