قرأت مرة لرجل ينصح الرجال، بقوله لا تظن أن المراة التي تجلس في سيارة بجوارك وتلتفت يمينا ويسارا، تنظر إليك، إنها قد تكون مجرد سيدة محبوسة طوال النهار في البيت، وما إن ركبت السيارة حتى بدأت تقلب رأسها هنا وهناك فضولا لمشاهدة المدينة، وأنت تظن أنها لم تقاوم وسامتك. لقد صدق هذا الرجل تماما، فمعظم تصرفات النساء بحضرة الرجال لا تدل على ما يدور في عقولهن، خاصة السيدات السعوديات حديثات العهد بالاختلاط. قابلت صديقة في الرياض، وظلت تدور برأسها في المطعم، بينما كررت رجائي أن تبقي عينيها عليّ، لكنها كانت معجبة أكثر بتصميم المطعم، ولم تمر لحظات حتى تقدم رجل منا ونحن جلوس ووضع رقم جواله وغادر. فضحكت أنا وغضبت هي، قالت كيف يجروء؟، فقلت إنه فقط لاحظ دوران رأسك فظنك معجبة به فلا تلوميه ولومي نفسك. سبقتنا النساء الغربيات في معرفة عقول الرجال ومحدودية فهمهم للمرأة، لذا هن دائما واضحات معهم ويضعن حدودا للتعامل لم ندركها نحن بعد لكنها قابلة للتعلم. لذا هذا المقال هو محاولة لدفع المتخصصين في علم الاجتماع لتنبيه النساء لأخطار أن يكن لطيفات مع الرجال، فهم يفهمون اللطف ويفسرونه خطأ. فلو قمت بالتواصل مع زميل مريض للسؤال عن صحته، قد يعتبرها اهتماما بنبضات قلبه العاطفية لذا لا تفعلي. وبعضهم العكس يفسر «الجلافة» من قبيل «يتمنعن وهن راغبات»، وهذه العبارة العربية أحمق ما سمعت، عندما تشتمك المرأة عندما تتحرش بها، فهي تعني ذلك، ولا تقصد مطلقاً هل من مزيد، واحذر فقط تكون المرة القادمة أعنف من مجرد لفظ. وعندما تنظر تجاهك قد يكون لأنها تفكر كيف تشتري نفس القميص الذي ترتديه لزوجها، وليس لأنك تبدو جميلا وغير مقاوم، فالنساء غالباً لسن كائنات بصرية، مثل الرجال هن في معظمهن كائنات سمعية. كما أن لديهن مساحات واسعة قد يضعن آلاف الرجال فيها، مثل الأستاذية ومكانة الأب ومكانة المساند والمدير الملهم، لذا لا يعني إعجابها بقدراتك الإدارية شيئا عاطفيا، أبدا فلا تخلط الأمور.