هناك مخدرات غير قانونية ومخدرات قانونية، فالمخدرات غير القانونية بكل بساطة هي أي مخدر ليس له استخدامات طبية في الوقت الحالي مثل: الهيروين، أما المخدرات القانونية هي أي أدوية لها استخدامات طبية ومتوفرة بوصفات طبية من أطباء مُرخصين، لكن إذا ساءَ استخدامها تؤدي إلى الإدمان مثل: الترمادول والزانكس. إساءة استخدام الدواء تكون من خلال عدم أخذ الدواء بالطريقة الموصوفة، مثلا: وصفَ الطبيب بأن يتم أخذ حبة في اليوم بينما المريض أخذ حبتين أو أكثر، ومن الممكن أن يستخدمها مع الكحول أو مشروبات الطاقة. يُمكن للمدمن أن يحصل على المخدرات القانونية وغير القانونية من الشارع أو العائلة أو الأصدقاء أو من مهرب «بائع» المخدرات، والمخدرات القانونية قد تتوفر بطريقة قانونية أي من خلال الطبيب، بسبب طبيعة وسلوك الإدمان، فإن من سمات المدمن أن يبحث عن طرق ملتوية، وما يدفع لهذه الطرق الملتوية هي سلوكيات المدمن القهرية، ومن ضمن هذه الطرق: الحصول على الأدوية القانونية من خلال «اللعب على النظام» وإساءة استخدام الدواء، فبعض المدمنين يذهبون إلى أطباء سواء نفسيين أو أطباء الصحة الجسدية، ويسردون الأعراض على الطبيب، ليحصل على الدواء ثم يستخدمه استخداما سيئا ثم يذهب إلى طبيب آخر وهكذا. هناك فئتان من الأدوية الشائعة التي لها استخدامات طبية مفيدة، لكن إذا ساء استخدامها أدت إلى الإدمان، وهما: Narcotics and Benzodiazepines، ولتخفيف نسبة إدمان هذه الأدوية، فان إيقافها تمامًا فكرة غير عقلانية؛ لأن لها استخدامات مفيدة في الطبين الجسدي والنفسي، لكن بإمكاننا أن نتحكم في صرفها ونراقبها لتخف نسبة الإدمان، إذ إن التحكم والمراقبة يكونان من خلال حصر جميع أدوية Narcotics and Benzodiazepines في قائمة من قبل الهيئة العامة للغذاء والدواء، ثم إلزام الأطباء بتثقيف المريض قبل وصف أي دواء من هذه القائمة عن احتمالية الوقوع في الإدمان في حالة إساءة استخدامه، وإرشاد المريض بطرق تجنبه إدمان الدواء المصروف له «منهج وقاية»، ومن آليات هذا المنهج: إقرار برنامج يستخدم في جميع أنحاء المملكة من قبل كل طبيب للتحكم ومراقبة صرف أدوية هاتين الفئتين، وإلزام استخدام هذا البرنامج من قبل الأطباء قبل صرف أي دواء من هاتين الفئتين للتأكد أنه لم يسبق صرفه، واستخدام البرنامج أيضًا بعد صرف الدواء من خلال إدخال اسم الدواء المصروف، وعدد الحبات وعدد مرات إعادة التعبئة في ملف المريض في البرنامج، فعلى سبيل المثال: إذا كان هناك مريض ذهب لطبيب رقم (1) في مدينة جدة، وصرف له الطبيب ترمادول، بعد أن تأكدَ الطبيب من خلال استخدام البرنامج، أنه لم يصرف للمريض نفس الدواء أو دواء بنفس المفعول، وخلال أسبوع ذهب نفس المريض لطبيب رقم (2) في مدينة الرياض، وذكر نفس الأعراض للطبيب، طبيب رقم (2) في مدينة الرياض قبل صرف ترمادول للمريض يمكنه التأكد من خلال «برنامج التحكم بالمخدرات القانونية» أن المريض ليس بحوزته هذا النوع من الدواء من خلال دخوله للبرنامج وإدخال معلومات المريض، فسيجد الطبيب رقم (1) أنه قد صُرف له نفس الدواء، وعدد الحبات ثلاثي، وبدون إعادة التعبئة، هذا يعني أن من المحتمل أن المريض يعاني الإدمان، فيبدأ الطبيب رقم (2) بالتدخل والتحدث للمريض عن الإدمان بشكل مختصر «منهج تدخل»، وتوجيه المريض إلى مراكز يمكن من خلالها أن يتلقى المساعدة بشكل سري «منهج علاج»، حيث إن إن برنامج التحكم بالمخدرات القانونية يساعد على تمييز المدمنين من بين المرضى والتدخل ثم التوجيه للعلاج ما يخفف نسبة الإدمان من خلال التحكم والمراقبة من قبل الأطباء.