أكدت الرحلات إلى القارة القطبية الجنوبية في عامي 1986 و1987، تطورًا ترك العالم على الحافة، فالمواد الكيميائية التي تُسمى مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs)، الموجودة في العديد من منتجات النظافة الشخصية، قد تسببت في ثقب في طبقة الأوزون وعمل على استمرار في زيادة الحجم. كان الخبر مفجعا بالشكل الكافي ليحفز توقيع بروتوكول مونتريال بحلول نهاية 1987، وذلك لبدء التخلص التدريجي من مركبات الكلوروفلوروكربون. وخلال هذا الشهر، ذكرت خدمة مراقبة الجو في كوبرنيكوس التابعة للاتحاد الأوروبي أن منطقة ثقب الأوزون في القارة القطبية الجنوبية بالإمكان أن يكون الأصغر حجمًا على الإطلاق منذ تسجيله في منتصف الثمانينيات 1980. الاحتجاج العالمي تحدثت عن تلك اللحظة مقارنة بالآن البروفيسورة سوزان سولومون في قسم علوم الأرض والغلاف الجوي والكواكب في معهد (Massachusetts) مع صحيفة (Times)، وقد اعتبرت الصحيفة سوزان من أحد أكثر 100 شخص تأثيرا في العالم، وذلك بسبب مشاركتها في قيادة إحدى مجموعات العمل التي أنتجت أهم تقرير للجنة الدولية للتغيرات المناخية في 2007، الذي ذكر لأول مرة في تاريخ المجموعة أن التغير المناخي «لا لبس فيه»، وأن درجات الحرارة الأشد «مرجحة جدًا» في أن تكون بسبب النشاط البشري. وهذه الأيام، قدمت اللجنة تقريرا، يوضح مخاطر التغير المناخي إذا لم يتم إيقافه من تجاوز زيادة 1.5 درجة مئوية. ساعد ذلك التقرير على التحفيز من زيادة النشاط هذا الموضوع، مما أدى إلى يوم من الاحتجاج العالمي، الجمعة الماضي. وفي يوم الإثنين، اجتمع قادة العالم في قمة العمل المناخي للأمم المتحدة 2019، حيث إن النشطاء انتظروا ليروا إذا ما كانت تحذيرات العلماء ستُترجم إلى فعل عالمي، كما حدث قبل 3 عقود. قصة نجاح بيئية مختلفة تساءلت التايمز: كيف هو النشاط اليوم مشابه لما سبق أو مختلف عن سابقه لحل مشكلة طبقة الأوزون؟ سوزان: ثقب طبقة الأوزون عادةً ما يُعتبر قصة نجاح بيئية مميزة، وهو بالفعل الجانب الوحيد الذي تم فيه اتخاذ القرارات في الوقت المناسب بشكل ملحوظ، وكان التخلص التدريجي ناجحًا، بالرغم من الغش القليل الذي كان يحدث في الصين. وكانت مشكلة طبقة الأوزون بالفعل ذات زخم كبير وراء القيام بشيء ما حيالها خصوصا، لأن التخلص من مركبات الكلوروفلوروكربون في عبوات البخاخات كان أمرا سهلا جدًا القيام به، وبالفعل ابتعد المستهلكون عن عبوات البخاخات في السبعينيات حتى قبل أن يتم منعها من الدولة. بينما نحن لا نمتلك نفس هذا النوع السهل من الاستبدال فيما يتعلق بالتغير المناخي، فهنالك أشياء يستطيع المستهلك القيام بها، ولكن ليس من السهل أن تقرر بألا تقود السيارة وأن تقود الدراجة بدلًا منها، وليس بتلك السهولة أن تلجأ إلى الطاقة الشمسية، وهذه المشكلة ليست فقر اهتمام الناس، وإنما كذلك التصرف الحكومي، والتكنولوجيات المتغيرة، وإصلاح إجمالي عام في أنظمة الطاقة. معالجات تاريخية يمكن الاستفادة منها بشأن التغير المناخي الجانب الذي أرى فيه موازاة حسبما ترى غريتا تونبرج -ناشطة سياسية سويدية تعمل على وقف الاحتباس الحراري وتغير المناخ- وحركة الشباب حول التغير المناخي هو الكمية الضخمة من تفاعل العامة مع هذه القضية حوالي 1970 كانت أميركا تستيقظ لحقيقة أن لوس أنجلوس كانت في وضع سيئ وكانت شبيهة ببكين، وكانت هناك أيام لا تستطيع فيها السماح لأبنائك باللعب في الخارج بسبب أن الأمر كان خطيرًا جدًا. وأعتقد أن حقيقة أن الناس استطاعوا رؤية التلوث كانت مهمة بشكل كبير في جعل الناس يتفاعلون. وأعتقد أن يوم الأرض الأول كان مهمًا جدًا. ولقد تم إيجاده ذلك وسط كل النشاط الذي كان يُبنى وراء حرب فيتنام في ذلك الوقت، وكان هناك إحساس يجعلك تشكك في السلطة والطرق المعيارية للقيام بأمور لم تكن بالضرورة جيدة. وتطلب الحل بعض التغييرات الجذرية حتى يتم بناء السيارات بشكل مختلف، فإنها ستستمر في تلويث لوس أنجلوس، وحتى نقوم بأشياء مختلفة في محطات الطاقة، فإننا سنتسبب في انبعاث أشياء سيئة، ولكن اتضح أن الأمر ليس بتلك الصعوبة، فقط يجب أن يتم تنظيمه من قِبل الحكومة الفيدرالية – وهذا ما قام به قانون الهواء النظيف 1970. والأمر الذي قام به قانون الهواء النظيف هو البدء بالتقليل، ليس في ثاني أكسيد الكربون، فهذا لم يكن الهدف، وإنما في أكاسيد النيتروجين وأحادي أكسيد الكربون، التي تعتبر مسؤولة عن الضبخان في لوس أنجلوس. أما الوضع الآن سيتطلب تركيزًا متزايدًا على التكنولوجيات التي قد تقوم بمعروف لنا والهياكل الحكومية التي ستسمح لهذه الأمور بالانتشار. كم تعتقدين أن اﻷمور قد تغيرت في صنع السياسة المناخية بعد 10 سنوات لقد أصبح الدليل أقوى فقط، حيث سمعنا بالكثير من السنوات الحارة منذ ذاك، وأحد الأمور التي أعتقد أنها صادمة هو العدد المتزايد من موجات الحرارة، وهذا مؤشر واضح على مدى خطورة المشكلة، بالإضافة إلى مستويات أول أكسيد الكربون التي أصبحت الآن أكثر من 400 جزء في المليون. وقد كان يسمى اكتشاف ثقب طبقة الأوزون في بعض الأحيان «حدث التركيز» – أي الحدث الذي يُركز اهتمام العامة على مشكلة معينة- أما تأثير التغير المناخي فقد أصبح ملحوظا أكثر بالنسبة لناس مختلفين، ولكنه لم يصبح واضحا جدا مثل ثقب الأوزون. واجتماع القمة هذا لا يبدو مثل أي تشابه بمشكلة الأوزون، ونحن بالفعل في الولاياتالمتحدة كنا القادة في نضوب الأوزون والضبخان، وبصراحة، نحن الآن ذو مستوى سيئ جدًا في القضايا البيئية. ولن نكون القادة، ولن نذهب إلى هذه القمة ونقول أي شيء سيساعد في إنشاء اتفاقية عالمية.