اكتشف لذة تمكين الغير ومساعدتهم للارتقاء بحياتهم ووظيفتهم، بعد تعرفه على العمل التطوعي في منتصف الدراسة الجامعية، واكتسب الكثير من المهارات، التي يصعب معرفتها داخل جدران الفصل الدراسي. إنه عبدالرحمن أسامة سفر الذي التحق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في عام 2007، وتخصص في مجال الإدارة المالية والاقتصاد نظرا لحاجة سوق العمل لتوظيف أبناء هذا التخصص. قائلا: «آثرت بعد تعرفي على التطوع أن أترك هذا التخصص بعد التخرج، وبدأت رحلتي في البحث عن تخصصات تمكنني من إنجاز ذلك التغيير بطريقة احترافية وذات أثر ملموس، خاصة بعد تعرف جيلي على رؤية 2030، والتي فتحت أعيينا على فرص وظيفية هائلة ورفعت سقف طموحاتنا، كانت أول وظيفة لي هي إدارة معارض باسم «معرض روابي لاكتشاف المهن، مكنتني هذه الوظيفة من الاستثمار في المكاسب، التي اكتسبتها من خلال العمل التطوعي، وكان ذلك في إطار احترافي، منحه الكثير من الخبرات والمعرفة». وقد التحق بعد ذلك بشركة تنقيب عن الغاز تعرف باسم «جنوب ربع الخالي»، كانت وظيفته بمسمى مستشار عقود ومن مهامه الإشراف على عقود الشركة والمشغلين، ذاكرا بأنه قد اكتسب من هذه الوظيفة مهارات الصبر والاعتناء بالتفاصيل وفنون المفاوضات، يلي ذلك وظيفة أشرفت على ملتقى مسابقة «أقرأ» التابع لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، والذي منحته فرصة للقاء عقول الشباب المثقفين والتعامل معهم والتواصل معهم، وقد قاده هذا المنصب لاكتشاف أهمية وظيفة إدارة المشاريع ودوره المحوري في هذا الوقت والزمان. كما تيسر له العمل في شركة شابة سعودية باسم شركة تام التنموية المحدودة، والتي جمعت بين إدارة المشاريع وتمكين المجتمع، وقد صقلت هذه الشركة مواهبه في هذا المجال، وكان ذلك من خلال الإرشاد والتوجيه والقيام على مشاريع مجتمعية طموحة. وقال: «التحقت بشركة BEYOND بعد إيماني برؤية فريقها الطموح والمتميز، وقادني ذلك للعمل في موسم السودة، وتم تعييني للإشراف على الأنشطة الرياضية والمغامرات، الحفلات الغنائية، وكذلك نشاط السينما المفتوحة». ومن الأمور التي حرص عليها خلال اختيار الأنشطة هو أهمية توافقها مع البيئة المحيطة، بحيث لا تكون دخيلة أو شاذة. ونجد هذا الحرص حاضرا كذلك في أنشطة المغامرات، فتم بناء نشاط «تحدي الحبال» وسط غابة شجرية، إذ أن التحدي يتكون من عدة محطات مبنية من خشب، وحيث يجب أن يتجاوز المشارك سلسلة من التحديات الحبلية، حتى يصل إلى آخر محطة، وتم كذلك بناء برج مغامرات، حيث يتسلق المشاركون البرج كي يحاكي تجربة تسلق الجبال المجاورة، والتي اشتهرت بها منطقة السودة، وللاستفادة من الأودية تم إضافة لعبة «تعلق وطير» بين جبلين، وكذلك نشاط الطيران الشراعي (أو البارجلادينق)، حيث يطير المشارك بين سلسلة جميلة من الجبال وفوق الأودية الخضراء، وللاستفادة من العلو الشاهق وكون السودة أحد أعلى مناطق المملكة العربية السعودية، تم إضافة لعبة القفز الحر، حيث يقفز المشارك من علو 80 مترا، وكذلك لعبة المقلاع البشري. وكون هذه الألعاب والأنشطة ذات طبيعة جريئة وتنطوي على روح المغامرة، توجب عليه كمسؤول عن هذه الفعاليات الإشراف على جوانب الأمن والسلامة لها، فتم تعيين فريق لمراقبة حالة الأدوات المستخدمة في هذه الأنشطة، والتأكد من صيانتها، وكان أكبر تحد هو العامل الجوي، حيث نضطر لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة لإيقاف الأنشطة في حالة المطر والبرق والرعد. من الجوانب الأخرى لوظيفته هي لقاء الزوار، والتأكد من مستوى الرضا ومتابعة أي شكاوي أو ملاحظات لديهم.