أبهرت فعالية رجال الطيب مساء أمس جميع الزوار بالعمل الإبداعي، الذي حول قرية رُجال التراثية في محافظة رجال ألمع إلى صرح شامخ لم يسبق له مثيل، والذي يعد إحدى فعاليات موسم السودة، وبرعاية وزارة الثقافة. حيث بدأت أولى أيام فعاليات رجال الطيب بعرض من فرقة رجال الحجر، وكان في استقبالهم فرقة رجال ألمع على أنماط العادات القبلية المتعارف عليها في استقبال الضيوف قديما، حيث بدأت انطلاق الفعالية بالسلام الوطني، وتقديم عروض الضوء ثلاثي الأبعاد بعنوان «ألمع وطن»، ثم بدأ الفلكلور فرقة رجال ألمع ورجال الحجر معا، بعد ذلك قدمت فرقة رجال الحجر ألوانا أخرى نالت استحسان الحضور، وتغنت قرية وجبال ألمع بالصوت بالبارود الذي أطلقته الفرقة، بعدها قدم عرض أغنية رجال الطيب مع تشكيلات من عروض الألوان. وكان المكان قد شهد عصر أمس أمطارا غزيزة زادت الفعالية جمالا وحضورا من قبل عشرات الزوار. عمل دؤوب أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام لموسم السودة محمد النفيسة أن مهرجان رجال الطيب جهزت خلال 30 يوما، وعمل فيها فريق مكون من 200 شخص منهم 150 شخصا من أبناء المنطقة، حيث تناولت التجهيزات عمل مسرح كبير مجهز، وإضاءات عرض الإسقاط الضوئي على مباني القرية، والتي تحدث لأول مرة في تاريخ القرية. وأضاف أن العمل يحتوى على 6 أنشطة متعددة بشكل احترافي، خصوصا أن هناك 40 لونا شعبيا من تراث المنطقة الجنوبية سوف تشارك لتجديد هذا المورث، وتم اختيار قرية رجال لما لها من أهمية وقيمة حضارية تعود لمئات السنين، وهي كذلك ذات طابع جمالي وتزينها طبيعة وجمال المنطقة. وأبان النفيسة أن فعالية رجال الطيب ستستمر ل 20 يوما تقدم من خلالها أعمالا احترافيا تراثيا وثقافيا يلبي طموح أهالي المنطقة والزائرين. وأشار إلى أن هناك معرضا رقميا يعرض المورث الثقافي وجمال المنطقة عبر صور وفيديوهات صممت خصيصا لذلك. اختيار مناسب يعد مهرجان الطيب أحد أبرز فعاليات موسم السودة برعاية وزارة الثقافة، وتتنوع فعالياته من تراثية وثقافية تحتضنها قرية رجال التاريخية بمحافظة رجال ألمع، وهناك أنشطة متنوعة للزوار منها المتحف المفتوح في المدينة القديمة، وعروض حية تفاعلية يقدمها روادها ممن عاشروا تلك الحقبة، بينما توظف التكنولوجيا الحديثة لإثراء العروض الفنية الفلكلورية بأسلوب عصري، إضافة العروض ضوئية حية بتقنية الإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد على مباني المدينة القديمة. فعاليات جاذبة قال النفيسة إن الفعاليات تقدم عروضا فلكلورية، يكتسب المكان سحره بتراثه ومحافظته على إرثه العريق، ما يزيد على 40 لونا مختلفة من العروض الشعبية الجنوبية التي تغطي جميع تراث الجنوبي، تقدمها 9 فرق فلكلورية، لتبدأ الأهازيج والطروق الجنوبية بمشاركة فرقتي رجال ألمع وتهامة يوميا بألوان فلكلورية جنوبية مميزة كالدقة، الخطوة، العرضة، البدوية، الربخة، السيف، الطرق على المزمار، الخطوة، وغيرها. ويشارك في هذه الألوان 7 فرق من المنطقة الجنوبية هي: فرقة عسير، وفرقة بيارق الحجر، وفرقة بني مليك، وفرقة جازان، وأصايل بيشة وفرقة نجران، وتستقبل الفرق المحلية الفرق المضيفة بالأهازيج الشعبية التي تجسد کرم أهالي المنطقة وترحيبهم بضيوفهم. مقهى الحبق لم يتقتصر المهرجان على عرض التراث والألوان الفلكلورية، لكن حرص العاملون على توفير الأطعمة التراثية، كما يضم الموقع مطعم «نيفانا» للمأكولات الشعبية والحديثة، لخدمة الزوار طيلة أيام المهرجان، ومقهى الحبق التراثي الذي يقدم مجموعة متنوعة من المشروبات والمأكولات المختلفة بقالب تراثي غني. كما يتضمن المهرجان فعاليات وادي الخليس ويقع هذا الوادي في قلب قرية رجال التراثية، ويتيح للسكان المحليين عرض منتجاتهم وأعمالهم الحرفية للزوار.