سيحاول منتخب إسبانيا لكرة القدم، بطل العالم 2010، أن يحتفظ بلقبه بطلاً للقارة العجوز خلال مشاركته في كأس أوروبا 2012 من 8 يونيو إلى الأول من يوليو في بولندا وأوكرانيا. وإذا نجح رجال فيسنتي دل بوسكي في تحقيق هذا الهدف، ستصبح إسبانيا أول دولة تحرز 3 بطولات كبرى على التوالي (أوروبا عامي 2008 و2012 وكأس العالم 2010)، إذ لم يسبق لأي دولة أوروبية أن احتفظت باللقب خصوصاً أن من بين المنتخبات ال16 المشاركة هناك عدد كبير يفوق بكثير على الصعيدين التقني والمهاري الكم الأكبر من المنتخبات ال32 التي تشارك في نهائيات المونديال. وتأهلت إسبانيا التي تبدأ حملة الدفاع عن لقبها وهي المرشحة الأوفر حظاً للاحتفاظ به، بعلامة كاملة بعد أن تصدرت المجموعة التاسعة ب24 نقطة من 8 انتصارات دون أي تعادل أو خسارة. وكان المنتخبان الإسباني والألماني، بطل ووصيف النسخة الماضية، محط ترشيح المدربين ال16 للفوز باللقب خلال ندوة احتضنتها بولندا في مارس في إطار التحضير اللوجستي للبطولة. واضطر المدربون إلى الرد على أسئلة الصحافيين حول هوية المنتخب المرشح حسب كل منهم للفوز باللقب، وصبت الترشيحات في مصلحة إسبانياوألمانيا اللتين تواجهتا في نهائي النسخة الماضية عام 2008 وخرجت الأولى فائزة 1-صفر. ولم يتردد مدرب ألمانيا يواكيم لوف الذي يدرك صعوبة مهمته بعد أن أوقعت القرعة منتخبه في المجموعة الثانية مع هولندا والدنمارك والبرتغال، يومها في ترشيح منتخب إسبانيا للاحتفاظ باللقب. وقال لوف "إنها إسبانيا (المرشحة الأوفر حظا) في كل الأحداث، والدول الأخرى تأتي بعدها". ويتعين على دل بوسكي لأن يكون مجموعة متجانسة في ظل غياب قائد برشلونة وصخرة دفاع المنتخب كارليس بويول الذي خضع أخيراً لعملية جراحية في ركبته اليمنى، وزميله المهاجم دافيد فيا المصاب بكسر في قدمه اليسرى خلال مشاركته في بطولة العالم للأندية مع الفريق الكاتالوني الذي توج باللقب أواخر العام الماضي، علماً أنه توج هدافا للنسخة الأخيرة قبل أربع سنوات. وفضلاً عن التوليفة المتجانسة سيكون من واجبات دل بوسكي الأولى أن يبعد عن بيادقه "نفسية وروح الهزيمة" التي تعرض لها لاعبو برشلونة وريال مدريد اللذين يشكلان العمود الفقري للمنتخب، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد تشلسي الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني. ومن الناحية النظرية، قد يكون المنتخب الإسباني محظوظاً أكثر من غيره إذ أوقعته القرعة في المجموعة الثالثة إلى جانب إيطاليا وكرواتيا وجمهورية إيرلندا، وتبقى المواجهة مع الطليان بقيادة تشيزاري برانديلي هي الأصعب. ولحسن الطالع لدل بوسكي وجنوده ستكون هذه المواجهة هي الأولى لهم في 10 يونيو في مدينة جدانسك البولندية، وعلى نتيجتها يبنى المقتضى في اللقاءين الأخيرين مع كرواتيا في الجولة الثانية، ومع جمهورية ايرلندا في الثالثة الاخيرة من الدور الاول. ويعبر دل بوسكي دائماً عن واقعية في كل خطواته وتصريحاته "المهم بالنسبة إلينا أن ننسى أننا أبطال أوروبا والعالم، ومهم أيضا أن نتحفز لخوض بطولة جديدة وإحراز لقبها مثل كأس أوروبا". ويضيف "يجب ألا نسمح لأنفسنا بأن ندعي أننا الأفضل في العالم، لأن ذلك إن حصل سيكون الخطوة الأولى لخروجنا من المنافسة". وقد يفتح غياب فيا الباب أمام مهاجم تشلسي الإنجليزي فرناندو توريس للمشاركة أساسياً في التشكيلة كما فعل في المباراة الأخيرة ضد كوريا الجنوبية (4-1) عندما افتتح التسجيل. وإذا كان حارس ريال مدريد ايكر كاسياس يشكل عماد المرمى، فإن الغلبة لبرشلونة خصوصا في خط الوسط (سيرجيو بوسكتس واندريس انييستا وتشافي هرنانديز وفرانسيسك فابريجاس، فيما تبدو بصمة أتلتيك بلباو - الذي خاض موسما طيبا في مسابقة الدوري الأوروبي قبل أن ينحني في النهائي أمام جاره أتلتيكو مدريد (صفر-3) - واضحة في الهجوم بوجود فرناندو يورنتي والشاب الواعد ايكر مونياين، إضافة إلى خافي مارتينيز.