اختار أعضاء حزب المحافظين، أمس، أبرز مؤيدي بريكست بوريس جونسون لخلافة تيريزا ماي على رأس الحزب والحكومة، وتعهد جونسون مباشرةً بإنجاز الخروج من الاتحاد الأوروبي في موعده المقرر في 31 أكتوبر، وبعد إعلان النتائج، قال جونسون «سوف ننهي العمل ببريكست في 31 أكتوبر، بعد أن أعلن خلال الحملة الانتخابية، نيته إتمام الانفصال التاريخي بأي ثمن في موعده المقرر، ولو كلف ذلك الخروج دون اتفاق وهو سيناريو تخشاه الأوساط الاقتصادية. ترمب أول المهنئين وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أول المهنئين لجونسون، ورأى أنه «سيكون عظيما»، بعدما أعلن الأسبوع الماضي أن جونسون سيقوم «بعمل رائع» كرئيس لوزراء بريطانيا، وهنأت المفوضية الأوروبية وباريس جونسون أيضاً بفوزه، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يتطلع «للعمل» معه، فيما أشارت الرئيسة المقبلة للمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى تحديات مقبلة. فوز رجل طموح يجسد فوز جونسون نجاح المعسكر المؤيد لبريكست في الوصول إلى السلطة، بعدما لم يتقبل العديدون منهم فكرة أن تقود تيريزا ماي البلاد خارج التكتل الأوروبي، وهي التي عارضت بريكست في حملة الاستفتاء الذي نظم في 23 يونيو 2016، وسيواجه جونسون تحدياً كبيراً، لم يُطرح من قبل على أي رئيس للوزراء منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو تنفيذ بريكست دون زيادة حدة الانقسامات العميقة حول الموضوع الذي بات مركزياً بالنسبة للمجتمع البريطاني. خيار الخروج دون اتفاق وفيما لم يستبعد خيار الخروج دون اتفاق، أكد جونسون أنه يفضل التوصل إلى اتفاق جديد لكنه اعترف أن تحقيق ذلك يبدو شبه مستحيل ضمن المهلة المحددة نظرا للعطل البرلمانية وتشكيل هيئات قيادية جديدة في لندن كما في بروكسل، فيما يتوجب عليه أيضاً أن يقنع الاتحاد الأوروبي بإعادة فتح المفاوضات، الأمر الذي يرفضه الاتحاد حتى الآن، وتثير رغبته في مغادرة الاتحاد بأي ثمن غضب الذين يرغبون في الإبقاء على علاقات وثيقة مع أوروبا، حتى داخل معسكره، ويخشون العواقب الاقتصادية لبريكست «بلا اتفاق» وعودة التدابير الجمركية. التوتر في الخليج لكن أمام جونسون تحدٍ آخر، هو التوتر المتصاعد مع طهران بعد احتجاز إيران الجمعة ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز، وهنأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، بوريس جونسون على فوزه برئاسة الحكومة البريطانية، لكنه حذر بأن إيران تعتزم حماية الخليج.