تهدف السعودية إلى بناء أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم، بقيمة 750 مليارا، وسيتم توزيع ألواح الطاقة الشمسية على مساحة جغرافية شاسعة أكبر من مساحة العواصم الأوروبية مجتمعة، وذلك كهدف رسمته القيادة للاستفادة من كافة الموارد غير المستغلة للسعودية، والابتعاد تدريجيا عن الاعتماد على مصدر النفط، واستغلال أشعة الشمس التي تتمتع بها بلادنا طوال السنة لتحويلها إلى طاقة كهربائية نعتمد حتى الآن على مشتقات النفط لتوليدها، مما يزيد تكلفتها وآثارها على البيئة، وبالعكس لو نجحنا في التحول إلى الطاقة المتجددة التي ستكون أقل تكلفة على المدى الطويل وتعد طاقة صديقة للبيئة لا تتعارض معها ولا تضرها. رغم أن هدفنا بأن نكون دولة ريادية في مجال الطاقة المتجددة، ونخطط لبناء أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم وبقوة 200 جيجاواط خلال أقل من 12 سنة، وكل هذا المشروع الضخم من الصفر، إلا أنه لا يوجد لدينا سوى مكتب لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية.. وهذا المكتب رغم إنجازاته التي حققها خلال فترة قياسية إلا أنه لا يكفي لتحقيق هذا الهدف الكبير الذي رسمناه من خلال رؤية المملكة 2030، بل نحتاج إلى هيئة حكومية خاصة بالطاقة المتجددة تكون تحت مظلة وزارة الطاقة، وتكون مهمتها الرئيسة أن تحقق الأهداف التي رسمناها، وأن تعمل على تأهيل الكوادر الوطنية في مجال الطاقة المتجددة، من خلال حثّ الجامعات السعودية على فتح تخصصات هندسية وإدارية تتواكب مع متطلبات الوظائف التي تحتاجها مشاريع الطاقة المتجددة، كما يتم الابتعاث على برنامج «وظيفتك بعثتك» لتأهيل الكوادر الوطنية في هذا المجال، والترخيص لصناعة ألواح الطاقة الشمسية داخل السعودية، وتوطين كافة تقنيات الطاقة المتجددة، وإنشاء مركز وكراسي للبحوث في مجال الطاقة المتجددة، والعمل على أن نكون دولة رائدة في مجال الطاقة المتجددة التي نملك المقومات الكبرى لتحقيقها. بعد أن تسيدنا سوق الطاقة التقليدية لسنوات مديدة، أتى الوقت لإنشاء هيئة الطاقة المتجددة لتعمل على أن نكون دولة قائدة في مجال الطاقة المتجددة.