قد يحدث معك وتكون في قمة نشاطك وعندما تترجم ذلك النشاط إلى جهد عملي يجانبك التوفيق وأنت لا تعلم، وتكون إنتاجية العمل سيئة، وبدون أن تشعر تلقائيا يتحول ذلك النشاط إلى خمول وكأنك نائم في غفوة عميقة، لا تدرك إلى أين وصلت من السوء في عملك بالضبط كالذي يتخبطه الشيطان. كذلك هو الحال مع التيار السروري (الصحوي) الذي يلبس عباءة الدين دخل في غفوة عميقة نتيجة التشدد غير المبرر، وأعتقد حينها لم يكن للمجتمع السعودي القدرة على الدفاع ومواجهة ذلك التيار الصحوي بسبب تهمة الليبرالية. كان كل من يخالف توجهات ذلك التيار يكون لديهم عبارة عن (ليبرالي - زنديق - علماني) تهم ترمى جزافا في المنابر التي غذت العقول بذلك الشيء، ويحذرون بأن من يخالفهم بالرأي يكون يرغب في إفشاء الفساد والفتنة والعياذ بالله (كما كانوا يزعمون). مما لا شك فيه أنه شماعة الليبرالية كانت بمثابة مظلة للتغطية على تشدد التيار الصحوي، لكن استفاق المجتمع السعودي قبيل نهاية تلك الحقبة من خلال تطور وسائل الإعلام الجديد الذي فتح العالم على مصراعيه، وظهرت هنالك عدة تساؤلات أبرزها لماذا قيادة المرأة للسيارة، وما شابه. تلك التساؤلات أيقظت المجتمع من الغفوة، ولكن كانت المهمة تحتاج لقائد يحسم وينهي هذه المأساة، فكان لسيدي ولي العهد كلمته الفاصلة في إنهاء ذلك التيار الصحوي: الأمير محمد بن سلمان هو بمثابة صمام الأمان للمجتمع السعودي في مواجهة ذلك التيار والقضاء عليه، وستظل عبارته خالدة (لن نضيع ثلاثين سنة من حياتنا في التعامل مع الأفكار المتطرفة سوف ندمرهم اليوم وفورا). واليوم وبعد تخلص المجتمع السعودي من عزلة الصحوة وتنفس الصعداء، وبعد اعتذار الشيخ عائض القرني للمجتمع السعودي عن السلوكيات الخاطئة التي أدت إلى سنوات التشدد، وهو رمز من رموز الصحوة يبقى التساؤل: متى يعتذر بقية رموز الصحوة للمجتمع السعودي؟! وهل يستطيع المجتمع السعودي تقبل اعتذارهم؟!