د. مصطفى بن عزيز قام المجلس البلدي في أمانة عسير مشكورا بدعوة عامة للمواطنين والأهالي لحضور اللقاء الأول له في 21 / 6 / 1433، وحضرنا وتوقعنا أن يقدم لنا المجلس عرضا مرئيا مزودا بالصور والخرائط والأرقام والنسب المئوية، يكشف فيه جميع المشاريع والخطط والرؤى المستقبلية لمدينة أبها وما يتبعها، وما قام به منذ تولي المهمة، وما سيقوم به ويتابعه ويشرف عليه ويراقبه حتى نهاية السنة المالية، وأن يكون هناك تفصيل للمشاريع التي تم استلامها والتي تحت التنفيذ والتي تم اعتمادها والتي سوف يعلن عنها، والمشاريع المتعثرة وكم تكلفة كل مشروع ونسبة الإنجاز والانحرافات، وما تم تخصيصه من ميزانية الأمانة بمدينة أبها وتفصيل المشاريع الجديدة. ومجهودات المجلس في سبيل سرعة إنهاء معاملات المواطنين. وهذا أقل ما كان يمكن إطلاعنا عليه، بالإضافة للشفافية والإجابات التامة على الأسئلة المطروحة. للأسف الشديد كان الاجتماع لمدة أكثر من ثلاث ساعات في كلام مرسل، خرجت منه ببعض النقاط سأوردها في نهاية المقال، وقد تعبنا من سماع الكلام والمواعيد، ولا نرغب في المزيد منها وأصبحنا نؤمن بلغة الأرقام والوسائط المتعددة والخرائط والمواعيد المحددة والخطط المعتمدة التي ستنفذ ونرغب في معرفة الرؤى المستقبلية للمسؤولين ليتم تقييم أدائهم بناء على المعطيات التي أصبحت متوافرة في هذا الزمن. إنني أعتبر ما حدث استخفافا بعقولنا وعدم بذل الجهد في إيصال المعلومة لنا بالطريقة الصحيحة. فلا أتصور أن يأتي الأمين إضافة إلى وكيله للشؤون الفنية إلى الاجتماع ويقعدان على المنصة أمام الحاضرين والحاضرات، وليست لديهما أي خرائط توضيحية وصور موثقة عن مشاريع المدينة والطرق المقترحة والطرق التي يتم تنفيذها وكيف سيحل مشكلة اختناق المرور في المدينة، كل ذلك يحتاج إلى عرض مرئي وخرائط، ويدل على ذلك إجابته عن الطريق الذي يربط مدينة أبها الحضرية (أبها – خميس مشيط – أحد رفيدة)، حيث لم نفهم منه شيئا، بل قال إن الطريق سيتجه من خميس مشيط إلى تندحة! ولم يكمل من أين يدخل إلى مدينة أبها، ومتى وكم تكلفته وهل اعتمد؟ وكذلك الأمين يقول إن هناك محورين لفك الاختناقات في المدينة أحدهما شمالي جنوبي والآخر شرقي غربي، ودون أي خرائط أو توضيح عن التكلفة والاعتماد ومتى سيبدأ ومتى سينتهي.. إلخ. إن مثل هذا الاستخفاف وعدم الاهتمام بالحضور، وهذا التهميش لدور المواطن في التنمية ومحاولة من بعض المسؤولين بعدم توضيح ما تقدمه الدولة من ميزانيات ضخمة وإمكانات كبيرة تهدف إلى حياة مريحة للمواطن. كما عينت مسؤولين لتنفيذ ذلك، واجبهم الأول والأهم هو خدمة المواطن وليس الاستعلاء عليه وتهميشه. وباختصار، فإن ما خرجت به من فائدة في هذا الاجتماع هو أن هناك قصورا في أداء أمانة عسير والدليل هو: أولا: اعتراف المجلس بأن الأمانة فشلت في موضوع توفير النظافة اللازمة للمدينة وما يتبعها. وأنهم يعملون جاهدين (المجلس والأمانة) لتحسين الوضع، وهي النظافة التي هي أهم مهام البلديات وأسهل مهمة ولا تعاني منها إلا البلديات الفاشلة، لأن الأموال متوافرة، وليس هناك أي عذر. ثانيا: لقد ذكر رئيس المجلس البلدي أنه قد تم تحديد 50 ملاحظة على الأمانة حتى الآن.. فكم ستكون الملاحظات حتى نهاية العام. ثالثا: ذكر رئيس المجلس البلدي أنه بدراسة المشاريع المتعثرة، اتضح أن أهم أسباب تعثرها هو قصور في الدراسة، وعلمنا أن معد هذه الدراسات تمت ترقيته إلى منصب مهم!. رابعا: طلبنا توضيحا من أمين عسير عن مناقصة لدورات المياه، بلغت تكلفة دورة المياه الواحدة 400 ألف ريال، ولم نسمع إجابة واضحة محددة من سعادته تنفي ذلك وتحدد كم التكلفة الفعلية لكل دورة مياه. وأين مواقعها وهل هذه الحمامات من الرخام أو السيراميك؟ وهل ستتم إنارتها وتسخينها بالطاقة الشمسية؟ كما وللأسف لم نسمع من رئيس المجلس تعليقا على ذلك، حتى صدر بيان هيئة مكافحة الفساد وأجاب على تساؤلاتنا. خامسا: قال أمين عسير إنه قام بتوسيع الرصيف بين فندق الإنتركونتننتال في السودة والعربات المعلقة وذلك ليكون جلسات للشباب، كما أفادنا بمعلومة أيضا أنه يقوم بتوسيع الحزام من ناحية جبل أبو خيال لتوسيع الرصيف للشباب لقضاء أوقاتهم، وأعتقد أن هذا خطأ كبير جدا ومبالغ مالية مهدرة، فالشباب ليس موقعهم الطرقات والشوارع، شبابنا يجب أن تكون لهم مواقع مهيأة بعيدة عن الشوارع، لتكون العناية بهم بطرق حديثة ومدروسة وأخذ آراء الجهات المختصة قبل اتخاذ قرار له نتائج مالية واجتماعية، ونأمل من الأمين التوقف عن قص جبل أبو خيال وتركه على طبيعته التي خلقه الله عليها، وكنا نتوقع أن ذلك لتوسعة الحزام الدائري، ولكن يبدو أن القرار فردي وغير قابل للمناقشة. سادسا: يبدو أن هناك استعلاء من بعض المسؤولين في الأمانة على المواطنين، وأن هناك بعض الموظفين يستغلون وظائفهم لمصالح شخصية، وقد ذكر أحد المواطنين هذا في الاجتماع، وأفاد بأن لديه ما يثبت ذلك وسيقدمه للأمين وما زلنا ننتظر ماذا سيتم!؟.