تم افتتاح متحف العلوم في لندن والذي يحتفي بنحو 1000 عام من مساهمات المسلمين في العلوم. ويحمل المعرض عنوان "1001 اختراع.. اكتشف تراث المسلمين في عالمنا" ويضم العديد من مبتكرات واختراعات العلماء المسلمين من جنوب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا التي ظهرت للوجود بين القرنين السابع والسادس عشر ثم أصبحت مجهولة أو طواها النسيان. ويمر زوار المعرض على مدى 45 دقيقة بسبعة أقسام تضم مساهمات المسلمين في الطب والعمارة والزراعة والفلك والتعليم وصناعة الآلات والجغرافيا. ومن المعروضات الرئيسية نموذج دقيق لآلة لبيان الوقت على شكل فيل يعلوه هودج ترجع إلى القرن الثالث عشر. والآلة التي ابتكرها العالم المسلم بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل الجزري تحفة هندسية وفنية متناهية الدقة على شكل فيل فوقه هودج بداخله راكب وفي مقدمته مروض الفيل. ويصدر عن الآلة رنين مميز ويتحرك بأعلاها رأسا تنين مطليان باللون الأحمر عند انتصاف الساعة. والمعرض مشروع بدأته عام 2006 مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة في بريطانيا وهي منظمة لا تهدف للربح تسعى لتسليط الضوء على التراث الثقافي والتقني المشترك بين الشرق والغرب من خلال التعليم والتدريب. وقال الأستاذ سليم الحسني رئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة: "نعاني في عقولنا من فقدان للذاكرة لنحو 1000 عام.. الألف عام السابقة على عصر النهضة الأوروبي. نصف تلك الفترة أحيانا في أوروبا بعصور الظلام. لكن في واقع الأمر إذا نظرنا إليها خارج أوروبا فسنجد أنها بمثابة العصر الذهبي لحضارات أخرى خاصة الحضارة الإسلامية." وترعى المشروع مؤسسة عبد اللطيف جميل الخيرية البريطانية التي تسعى للتعريف على نطاق واسع بمساهمات المسلمين في الفنون والثقافة والتعليم والحضارة الحديثة. وذكر الحسني أن الاكتشافات والابتكارات التي يتضمنها المعرض تشهد بأن المسلمين قديما كان لديهم تفسير مختلف للعمل الصالح. وقال: "كثير من أصدقائنا يفسرون الأعمال الصالحة اليوم على أنها الإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن وما إلى ذلك. لكن في أيامنا هذه أصبحت الأعمال الصالحة تشمل كل ما يساهم في تحسين نوعية الحياة. أي أن العمل الصالح يعني العمل النافع ومن هنا برز دور البحث والطب وظهرت المستشفيات." ومن المعروضات الرئيسية الأخرى نموذج طوله ثلاثة أمتار لخريطة للعالم رسمها الجغرافي المسلم الشريف الإدريسي في القرن الثاني عشر قبل وقت طويل من رحلات المستكشفين الغربيين مثل كريستوفر كولمبوس وماركو بولو. ويضم المعرض أيضا أدوات طبية وجراحية عمرها 1000 عام ونموذج لمنزل صديق للبيئة في بغداد و"غرفة مظلمة" من القرن التاسع استخدمها العالم المسلم الحسن بن الهيثم في القرن الحادي عشر لدراسة المناظير والعدسات. وينتظر أن يقوم المعرض بجولة في أنحاء العالم سعيا لتعزيز الفهم الصحيح للإسلام وتشجيع الجيل الجديد من المسلمين على المساهمة بإيجابية في العالم الحديث. وقال الأستاذ الحسني: "نسعى من خلال هذا المعرض إلى إلهام الشباب في الغرب وأيضا في الدول النامية الاقتداء بهؤلاء الناس العظام الذين ساهموا بالكثير. لكن نريد أكثر من ذلك في هذا الوقت والعصر الذي تنتشر فيه كل أنواع سوء الفهم المتبادل بين الناس أن نقول.. نحن نهييء مساحة جديدة للحوار. أعلم أننا نجري حوارا بين الأديان وبين السياسات لكننا نهييء مساحة جديدة هي الجذور التاريخية للعلم." وفتح المعرض أبوابه للجمهور يوم الخميس 21 يناير وروعي في تصميمه فيما يبدو أن يخاطب أبناء الجيل بصفة خاصة. وزودت أقسم المعرض السبعة بوسائل تفاعلية لمساعدة الزوار وخاصة الشبان على استكشاف التاريخ. ويستمر معرض "1001 اختراع" بمتحف العلوم في لندن حتى 25 ابريل المقبل