علي الحسيني – بيروت اسرائيل و"حزب الله" يقومان في هذه الأيام بوضع استراتيجية جديدة خاصة بكل منهما لخوض الحرب المقبلة التي يتهيأ لها الطرفان منذ مدة. اسرائيل ومن ورائها الولاياتالمتحدة، أكملت جهوزيتها اللوجستية والعسكرية متكلة على استراتيجية حرب جديدة بعد مراجعة أخطائها خلال حربها مع لبنان في تموز 2006. وتمثلت أولى تلك الاخفاقات بعدم التنسيق بين قطعاتها الحربية، وبالاخص اخفاق سلاحها الجوي الذي أدركت اسرائيل أنه لا يمكنها حسم أي معركة من خلاله. أما الدرس الثاني التي تعلمته اسرائيل فهو كيفية إدارة المعركة البرية عبر دباباتها التي كانت صيداً سهلاً لمقاتلي الحزب، واليوم تضع اسرائيل من ضمن أهدافها الاولى أن أي حرب معقدة مع منظمة ك"حزب الله" تتعامل بأسلوب حرب العصابات، لا بد من الاستعداد لها على كافة الصعد، خصوصاً في ما يتعلق بالتنسيق بين سلاحها الجوي الذي أخفق في ضرباته ولم يحقق الأهداف المطلوبة، ووحدات المشاة التي غالباً ما كانت تتعرض لنيران من سلاح الجو التابع لها، عدا المؤن الغذائية والعسكرية التي كانت ترميها الطائرات الإسرائيلية لمقاتلي "الحزب" عن طريق الخطأ. الأيام الماضية بدأت اسرائيل اعداد التقارير حول قدرات "حزب الله" القتالية، وما يملكه من سلاح متطور ، حيث أكد مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة معاريف الاسرائيلية عمير بوصبوط تنامي قدرة "حزب الله" القتالية والصاروخية وأنه يملك ما يفوق ال40 ألف صاروخ من الطراز الحديث يستطيع من خلالها ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي. والسؤال الذي يطرحه الخبراء العسكريون الاسرائيليون منذ حرب تموز 2006 هو لماذا ولغاية الآن لم يقم "حزب الله" بأيّ عمل استفزازي ضد اسرائيل، او أنه حتى لم يتبنّ أيّ عملية لإطلاق صواريخ من جنوب لبنان ضدها، مرجحة أن يكون "الحزب" في حيرة من أمره بين الانتظار حتى السيطرة الكاملة على الحكومة اللبنانية مستعيناً ببعض الأطراف اللبنانيين، أو بقائه منظمة "ارهابية"، وعندها تقرر اسرائيل كيفية شكل المواجهة معه. ومن ناحية "حزب الله" فهو حتى اليوم لم يكشف عن ترسانته الحربية الجوية سوى ما كان أعلنه أمينه العام السيد حسن نصر الله من امتلاك الحزب أكثر من 30 ألف صاروخ. لكن المطلع على بعض أمور وخفايا الحزب يعلم بأن هناك شيئاً ما يحضر داخل أروقته، إن كان على صعيد تجنيد مقاتلين جدد تراوح أعمارهم بين ال15 عاماً وال20 عاماً، أو على صعيد الدورات المنتظمة التي يجريها مقاتلوه في ايران وبالتحديد في منطقة الأحواز ذات الأغلبية السنيّة.. ومنذ مدة يقوم خبراء تابعون للحرس الثوري الايراني بإعداد دراسة لبعض أبنية الضاحية الجنوبية التي يمكن إطلاق صواريخ موجهة من أسطح أبنيتها. إلى ذلك يقوم الحزب باستحداث طرق جديدة لنقل السلاح عبرها في توقيت محدد تتولى فيه الشاحنات نقل العتاد الحربي بين مواقعه في البقاع والجنوب. على صعيد النتائج فيقول المصدر "إن هذه الحرب إن وقعت فعلاً، فإن اسرائيل ستتكبد خسائر فادحة على الصعيدين البشري والعتاد العسكري، إذ يقدر المصدر أن يسقط لاسرائيل ما لا يقل عن 800 قتيل بين مدني وعسكري وقد يصل عدد الجرحى الإسرائيليين الى 10 آلاف جريح". هل المنطقة على أعتاب تغيرات جوهرية للخارطة السياسية ، فالولاياتالمتحدة بحاجة لضرب النووي الايراني، لكن دون أن يكون لهذه الضربة تداعيات خطيرة على المنطقة، كما أن اسرائيل بحاجة إلى انتصار حقيقي بعد اخفاقها عسكرياً في الحرب على لبنان. كل هذا يبعث القلق عند الشعوب التي لا حول لها ولا قوة وبالاخص عند الشعب اللبناني الذي يكفيه ما عاناه وما يعانيه جراء الاحداث الملاحقة وخصوصاً تموز 2006 إضافة إلى الصراعات الداخلية التي كانت جميعها على حساب أمنه ومعيشته وحياته.