أفتى الدكتور على جمعة، مفتى مصر ، بجواز عدم مبيت حجاج بيت الله الحرام من الضعفاء والمرضى فى «منى»، سواء من الرجال أو النساء، كما يجوز لهم أيضاً حسب المفتى توكيل أى من الحجاج الشباب عنهم فى رمى الجمرات، مؤكداً أنهم «لا حرج عليهم ولا إلزام لهم، بهدف الحد من الزحام لمنع انتشار فيروس (H١N١ المعروف باسم (أنفلونزا الخنازير)». وحسب صحيفة المصري اليوم امس قال جمعة فى فتوى أعدتها أمانة الفتوى بدار الإفتاء: «من المعلوم أن الالتزام بالمبيت فى منى، وإلزام الحاج به مع أعمال الحج الأخرى، يزيد من إجهاده وضعفه، ويجعل الجسم فى أضعف حالاته، إضافة إلى ما نزل بالناس فى هذه الأيام على المستوى العالمي من انتشار للأوبئة والأمراض الفتاكة التى يسهل انتقالها عبر التجمعات البشرية المزدحمة، ومنها فيروس أنفلونزا الخنازير، فإن جسم الإنسان يكون أكثر عرضة لالتقاط الأمراض والعدوى بها، وبما أن أشد الناس تضرراً بذلك وضعفاً على احتماله هم النساء والمرضى والأطفال والضعفاء، فإن دار الإفتاء ترى أنه من الأنسب أن يأخذ هؤلاء حكم من رخص لهم ترك المبيت بمنى، خاصة أن المبيت ليس من أركان الحج عند جميع المذاهب المتبعة». فى معرض رده على حكم الشرع فى ترك الضعفاء والمرضى من الرجال والنساء من حجاج بيت الله الحرام «المبيت بمنى»: «فى هذه الأيام تزداد الحاجة إلى التيسير على الناس فى فتاوى الحج وأحكامه، فإن من الحكمة مراعاة أحوال الناس فى أدائهم مناسك الحج بحيث نُجنب الحجيج ما قد يصيبهم من أمراض وأوبئة، حتى يعودوا إلى أهلهم سالمين غانمين إن شاء الله تعالى، خاصة فى الأماكن التى يكثر فيها التجمع، والتى جعل الله فيها سعة لعباده، خاصة أن المبيت بمنى ليالى التشريق مختلف فيه بين العلماء». وتابع: «حتى على قول الجمهور من العلماء بأن المبيت بمنى واجب فإنهم يرخصون لمن كان ذا عذر شرعى بترك المبيت، ولا إثم عليه حينئذ ولا كراهة ولا يلزمه شىء أيضا، ولا شك أن الخوف من المرض من جملة الأعذار الشرعية المرعية». وشدد «جمعة» على أن المحافظة على أرواح الحجيج واجب شرعى، وأنه على الجميع أن يعمل على المحافظة عليها، لعظم حرمتها لما روى عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لما نظر إلى الكعبة فقال: «مرحباً بك من بيت، ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم عند الله حرمة منك».