نشرت صحيفة المصريون المصرية امس خبرا عن تبادل لوم بين مفتي مصر واحد المشايخ الذي اشتهر برفع القضايا ضد مفكرين في مصر فقد انتقد الداعية الشيخ يوسف البدري، فتوى الدكتور على جمعه مفتي الجمهورية التي أجاز فيها للمرأة ارتداء "البنطلون"، مؤكدا خطأ استدلاله بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "رحم الله المتسرولات من أمتي"، لأن المقصود به السروال الذي ترتديه المرأة تحت الجلباب، وبالتالي لا يجوز الاعتداد بهذا الحديث في الفتوى. وأضاف البدري أن المناسبة التي ورد فيها الحديث الذي استند إليه المفتي في فتواه توضح خطأ الاستدلال، حيث عثرت دابة بامرأة أمام النبي صلى الله عليه وسلم فأشاح بوجهه، فقال الصحابة يا رسول الله إنها متسرولة، فقال رسول الله: "ألا بارك الله في المتسرولات". وإلى هذا الحديث استند المفتي في إجازة لبس المرأة للسروال، لكنه نبه إلى أن زي المرأة يجب أن يكون محتشما لا يكشف لا يشف وإذا توفرت هذه الشروط يكون زيا شرعيا، لكن البدري خالفه الرأي، وتوجه إليه معاتبا: يا فضيلة المفتى ما هكذا يجب أن تكون الفتوى!. وقال إنه لا يجوز الاستناد إلى هذا الحديث في الإفتاء بجواز ارتداء البنطلون، وأشار إلى أن المقصود بالسروال في هذا الحديث هو ما ترتديه المرأة تحت الجلباب، بدليل أن النبي صلى الله علية وسلم إنما أشاح خشية أن ينكشف الجلباب فينكشف جسمها فقالوا له إنها متسرولة أي أن هذا مكانه تحت الثياب. وأشار إلى أن المرأة لا يجوز لها أن تلبس سروالا حتى لو كان واسعا، لأن البنطال يأتي إلى فخذها ويكشف العورة المغلظة، في حين أن السروال وظيفته أن يرتدى تحت الجلباب، حتى إذا جاء الهواء فكشف ثوب المرأة لا ينكشف جسدها، لذا لا يجوز لبسه مستقلا. وأوضح أن اللباس الشرعي هو الذي يغطى جسد المرأة من الرأس إلى القدم، وأن يكون واسعا فضفاضا، وأن يكون سميكا لا يشف، وأن لا يكون زينة في نفسه، وأن لا يكون مطيبا ولا مبخرا، وأن لا يشبه ملابس الرجال، وأن لا يشبه زينة الكافرات، وأن لا يكون ثياب شهرة. واستند البدري في تحديد الزي الشرعي الذي يجب أن ترتديه المرأة إلى الآية الكريمة "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن لا يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما"، وفسر الآية السابق ذكرها، بأن المقصود بالحجاب هنا هو النقاب على خلاف مع بعض العلماء، مشددا على ضرورة أن يجبر الحاكم المتبرجات وغير الملتزمات بارتدائه بالقوة إذا لزم الأمر.