وكالات - اضيئت شموع المسرح الروماني بقرطاج ليل الخميس معلنة عن انطلاق دورة الشابي أبرز شعراء تونس في الذكرى المئوية لميلاده.. قامت فكرة الاوبيريت على تقديم رؤية الشابي للحياة وهو الذي اشتهر بحبه لها ورفضه الخضوع والانكسار مهما كانت الهزات والهزائم. واشتهر الشابي الذي يلقب بشاعر تونس الخالد بعديد من القصائد أهمها (اغاني الحياة) و(الى طغاة العالم) و(ارادة الحياة) التي قال فيها البيت الشهير "اذا الشعب يوما ارد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر". بدأ العرض على ايقاع موسيقى صادحة. ووسط ظلام دامس تلامست أجساد عشرات الشبان بحركات راقصة وكأنها عملية ولادة او استحضار أو محاولة لبعث تستفيق اثرها المشاعر ويعلو النشيد بتغير ايقاع الموسيقى وتنكشف الاضواء ليطلع الصباح الجديد ويعود الشابي الى الحياة ويسافر بالحضور عبر اشعاره بين طيات الماضي. لوحة "الصباح الجديد" التي استهل بها المخرج رشيد يدعس العرض هي نفس عنوان قصيدة الشابي الشهيرة التي يقول مطلعها " اسكني ياجراح.. واسكني يا شجون.. مات عهد النواح.. وزمان الجنون.. وأطل الصباح من وراء القرون". تتوالى اللوحات الفنية وتختلف الحقب الزمنية لان المخرج ركز على خلود شعر الشابي والتصاقه بكل الازمنة. واعتمد العرض الذي استغرق 80 دقيقة على الابهار من خلال صور ومقاطع بصرية على شاشات متعددة اضافة الى رقصات الشبان الذين كانوا يرددون أشعار الشابي. اللوحات العشر للاوبيريت جاءت مترابطة دراميا وموسيقيا وعكست ايضا رومانسية الشابي ونظرته للمرأة في اشارة غير متعمقة للحب الكبير الذي مر في حياته وترك لوعة عبر عنها بعذوبة قائلا "انت كالحياة كالطفولة كالاحلام كالصباح الجديد