مع أولى ساعات العام الجديد أعلن مسؤولون في العاصمة الصينية بكين، أن العام 2009 سيشهد إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية الملاحية، بهدف تطوير الجيل الثاني من نظام "بيدو" الملاحي، بما يفوق قدرات نظام GPS الأمريكي. وقال مسؤول بهيئة الفضاء الصينية ، إن بكين تسعى إلى إكمال نظام "بيدو" من الجيل الثاني، بحلول العام 2011، مشيراً إلى أن هذا النظام الجديد سيتفوق على سابقه في دقة تحديد المواقع، وتغطية المساحات، وطاقة الاستخدام، وقدرات مقاومة التشويش. وأضاف المسؤول الصيني، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن الصين باستخدام هذا النظام كقاعدة، ستطور نظاماً للملاحة العالمية بحلول العام 2020"، مشيراً إلى "هذا النظام يُعد واحداً من أهم مشروعات التطوير العلمي في الصين"، وفقاً لما نقلت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء. وكانت الصين قد أطلقت قبل أسبوع، قمرها الصناعي الثالث للأرصاد الجوية على مدار ثابت "فنغ يون 2 - 60"، باستخدام صاروخ ناقل من طراز "لونغ مارش 3 إيه"، المعروف أيضاً باسم "المسيرة الكبرى"، من مركز "شيتشانغ" لإطلاق الأقمار الصناعية في مقاطعة "سيتشوان" بجنوب غربي البلاد. وقد دخل القمر، الذي يزن حوالي 1390 كيلوغرام، المدار المحدد مسبقاً بعد 24 دقيقة، وقامت بتطويره "أكاديمية شانغهاى لتكنولوجيا طيران الفضاء"، التابعة ل"شركة الصين لعلوم وتكنولوجيا طيران الفضاء." ويمكن لهذا القمر الجديد الحصول على بيانات من الأرض والبحار والفضاء، لمصلحة الأرصاد الجوية الصينية، كما أنه سيساعد أيضاً في تعزيز تعاون الصين مع منظمات الأصاد الجوية الدولية. ويُعد هذا الإطلاق هو المهمة ال115 من سلسلة صواريخ "المسيرة الكبرى" الصينية، منذ 24 أبريل/ نيسان عام 1970، حين تم إطلاق أول صاروخ من هذا النوع، حاملاً أول قمر صناعي صيني "دونغ فانغ هونغ 1" إلى الفضاء. ودخلت الصين نادي الدول التي نفذت رحلات فضاء مأهولة، في العام 2003، لتصبح الثالثة على هذا الصعيد، بعد كل من روسيا والولايات المتحدةالأمريكية. وفيما يشكل البرنامج الفضائي الصيني مصدر فخر للبلاد، ويمثل تتويجاً لجهودها على الصعيدين العلمي والتكنولوجي، إلا أن بعض الدول تخشى من الانعكاس العسكري لتقدم الصين وطموحاتها المدعومة بنمو اقتصادي هائل.