قالت وكالة الانباء الروسية امس انه العالم والأديب الروسي الشهير تولستوي قد بدأ مشواره الأدبي بتعلم اللغة العربية . وفي التفاصيل : في عام 2008 حلت الذكرى ال180 لمولد الكاتب الروسي العظيم ليف (ليون) تولْستُوي (1828 - 1910)، مؤلف القصص والروايات الخالدة. ولم يكن أبواه النبيلان يعرفان أنهما أنجبا مُنْ سوف يصبح "رجلا عظيما يمهد للثورة الروسية" على حد قول قائد الثورة الاشتراكية العالمية فلاديمير لينين. وكان تولستوي شخصية فذة حتى أنه يصعب للمرء أن يتصور أن تولستوي كان إنسانا عاديا. كما كان تولستوي في بداية حياته يشبه الكثيرين من الناس العاديين. ولم يتمكن من الانتساب إلى جامعة قازان (وهي بالمناسبة نفس الجامعة التي درس فيها لينين) إلا في المحاولة الثانية. وعملا بنصيحة عمته التي كانت ترعاه وكانت تتمنى أن يصبح ربيبها دبلوماسيًا، التحق تولستوي بكلية اللغات الشرقية ليتعلم اللغتين العربية والتركية. ولم يكن تولستوي يواظب على الدراسة بل كان يتردد على السهرات والحفلات. وكادت إدارة الجامعة أن تفصله، إلا أن تولستوي بادرها متقدما بطلب فصله من الجامعة، فذهب إلى الجيش ليقاتل أعداء الوطن في القوقاز أولا، ثم في القرم. وكان مقاتلا بارعا. ويُعتقد أنه بعدما عاش الملازم تولستوي ويلات الحرب تغيرت طباعه نحو المسالمة. وأصبح الصبي الساذج "ليفوشكا" الذي كان يؤمن بأن عصا خضراء تُسعد مَنْ يمسك بها مخبأة في مكان ما قرب منزله قاسيا على زملائه الأدباء فقد قال ذات يوم لزميله الكاتب الروسي الكبير انطون تشيخوف: "إنك تعرف أنني أكره مسرحيات شكسبير، ولكن مسرحياتك أسوأ". وثار مؤلف رواية "الحرب والسلام" وغيرها من الروايات الخالدة، في النهاية على زعماء بلاده السياسيين والروحيين، ثم تخلى عن ضيعته ولقبه النبيل وحقوق الملكية الفكرية، ولاذ بالفرار إلى المجهول حتى وافته المنية وهو في طريقه إلى المجهول. ورغم تمرده على رجال الكنيسة لم يُحْرم تولستوي من السلوان في الآخرة، إذ أصبح المكان الذي كان يبحث فيه عن عصا خضراء من المفروض أن تُسعد البشرية جمعاء هو مثواه الأخير.