أقدمت السلطات الاسبانية بمليلية المغربية على تخليد الذكرى 511 لاحتلال مدينة المدينة التي تقع على بعد 10 كيلومترات من مدينة الناظور كانت قد احتلتها عام 1497 بينما احتلت سبتة عام 1580 وتعمل اسبانيا جاهدة على طمس هوية مليلية و سبتة عبر انتهاج مختلف أساليب الترغيب لاستمالة الشبان المغاربة و الترهيب في أحيان كثيرة التي قد تصل حد الزج بهم في سجونها الباردة كما وقع مع النائب البرلماني المغربي يحيى يحيى . خطوة اسبانيا الأخيرة واجهتها الدبلوماسية المغربية بصمت مطبق بينما وصفت من لدن العديد من الفعاليات الجمعوية و السياسية بالمغرب وبمليلية المحتلة بالاستفزازية لمشاعر الشعب المغربي في تحدي صارخ لمعطيات الجغرافيا و التاريخ فها هو المؤرخ برنار لوبيز أستاذ العربية والإسلام بجامعة غرناطة –غرانادا- يؤكد في محاضرة حول موضوع " الإسلام والسياسة حالة المغربَ" ألقاها بسبتةالمحتلة أن سبتة ومليلية تاريخيا وجغرافيا مدينتين مغربيتين, وأن الرباط ومدريد مدعوتان إلى فتح حوار جاد ومسئول بشأنهما للتخفيف من حدة التوتر كما دعا حزب الائتلاف من أجل مليلية الى مقاطعة الاحتفالات و شجب البرلماني المغربي يحيى يحيى وعضو مجلس الشيوخ الاسباني بصفته رئيس للرابطة الوطنية للدفاع عن ضحايا الاستعمار الاسباني ووحدة التراب المغربي ما وصفه بالتمادي في محاولة طمس الهوية المغربية لمليلية المحتلة داعيا سكان الثغر المحتل مغاربة واسبان الى مقاطعة هذه الاحتفالات حاثا السلطات المدنية و العسكرية الاسبانية على مغادرة كافة الثغور المحتلة و تقديم اعتذار للشعب المغربي على احتلال دام أزيد من5 قرون معلنا أن استمرار الاحتلال يقوم أساسا على سياسة ترهيب المواطنين الأحرار والنزهاٍء وترغيب ضعاف النفوس والفقراء. الاحتفال بذكرى احتلال مليلية احتفال روتيني يتشح بنزعة استعمارية متجددة دأبت السلطات الاسبانية على تنظيمه سنويا ، لكن الملفت للانتباه هذه السنة في نظر العديد من المراقبين هو ضخامة الاحتفالات المخصصة لذكرى اغتصاب الثغر المغربي مقارنة مع السنوات السابقة حيث تم احضار كأس أوروبا الذي فازت به اسبانيا وتم الطواف به عبر مختلف شوارع المدينة السليبة بحضور رئيس جامعة اسبانيا لكرة القدم الذي تسلم ميدالية المدينة نيابة عن المنتخب الاسباني ورؤساء بعض الأندية الاسبانية ولاعبي المنتخب الاسباني ، كما حث خوان خوسيه انبرودا عمدة المدينةالمحتلة و عضو الغرفة السفلى بالبرلمان الاسباني ساكنة المدينة على المشاركة المكثفة في الاحتفالات في محاولة لإضفاء الطابع الاسباني عليها وتكريس واقع الاحتلال، و هو المعروف بمواقفه المعادية للمغرب وحقوقه التاريخية . الأهمية القصوى التي أولتها اسبانيا للاحتفال باحتلال مليلية هذه السنة فسرها عدد من المتتبعين للتوتر الجاري على الحدود الوهمية بشمال المغرب بتصاعد الحركات الاحتجاجية المطالبة بوقف مختلف أشكال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على الحدود الوهمية و استرجاع الثغور المحتلة احتفالات الاحتلال الاسباني لمليلية خلفت كذلك ردود فعل ناقمة من طرف المجتمع المدني المغربي وعلى الخصوص لجنة متابعة الخروقات الاستعمارية بباب مليلية التي أصدرت بلاغا شديد اللهجة نددت من خلاله بتخليد ذكرى احتلال مليلية و التي لن تغير من مغربيتها في شيء حسب لغة البلاغ. محملة مسؤولية مرور هذه الاحتفالات التي وصفتها بالاستعمارية في هدوء وصمت لعامل الناظور وكان من المتوقع ان تخوض اللجنة أشكال احتجاجية تصعيدية لتتراجع بعد تلقيها لتهديدات باستعمال القوة وفق ما ذكره مصدر بلجنة متابعة خروقات الاستعمار الاسباني بباب مليلية حيث سبق لعامل الناظور أن سخر عدد هائلا من القوات الأمنية لقمع المتظاهرين المحاصرين لباب مليلية احتجاجا على انتهاكات البوليس الاسباني في حق المغاربة أسبوعا فقط بعد زيارة الملك محمد السادس للناظور أواخر يوليو الماضي ، يقول عبد المنعم شوقي رئيس لجنة متابعة خروقات الاستعمار الاسباني " كان على السلطات الإقليمية بالناظور أن تتخذ اجراءات صارمة لوقف الانتهاكات و الاهانات التي تلحق بالمغاربة بالثغر المحتل لكنها فضلت التحرك في اتجاه مناوئ لقضيتنا الترابية من خلال إضعاف الحركات الاحتجاجية و الاعتداء على الفاعلين ذنبهم الوحيد هو إيمانهم بقضية التحرير و الدفاع عن كرامة المواطن المغربي وصيانة حرمة الوثائق الرسمية المغربية التي تنتهك من طرف البوليس الاسباني "