(رويترز) - وضع الباحثون السعوديون أول خريطة جينية عربية في مشروع لوضع العالم العربي على الخريطة الجينية العالمية وتحسين الرعاية الصحية. ويقول علماء الجينات من الشركة السعودية الحيوية للعلوم ان حل رموز الصورة الجينية لمئة شخص من السعودية ودول عربية اخرى سيساعد على حل مشاكل طبية في المملكة ويشجع ابحاثا علمية تحتاجها البلاد بشدة. والتعاون بين الشركة السعودية الخاصة وشركة (سي.ال.سي) بيو الدنمركية ومعهد بكين للجينوم سيتيح نشر الخريطة الجينية العربية على قاعدة بيانات عامة. وقال سعيد التركي منسق مشروع الجينوم البشري العربي ان ميزة المشروع هي دراسة الاختلافات الجينية بين الشعوب وهذا سيفسر بدوره سبب انتشار امراض بعينها مثل السكري وأمراض القلب وأمراض اخرى. وأضاف ان 25 في المئة من الشعب السعودي مصاب او عرضة للإصابة بالسكري وهذا سيشكل عبئا كبيرا على الخدمات الصحية. وطبقا لبيانات منظمة الصحة العالمية فان ربع السعوديين فوق سن الثلاثين تقريبا مصابون بالسكري. وسيفسر المشروع ما اذا كانت هذه النسبة الزائدة ترجع الى تحول السكان البدو الى حياة الحضر ووجبات الغذاء الغنية كما يتردد دوما. كما يمكن للمشروع الذي يرعاه الامير احمد بن سلطان بن عبد العزيز نجل ولي العهد السعودي المساعدة على تكوين صورة أوضح عن الهجرة التاريخية للشعوب السامية التي تضم القبائل العربية وقدامى اليهود واخرين من أفريقيا الى شبه الجزيرة العربية. ويرى التركي ان البرنامج الذي يتكلف 500 مليون ريال (133 مليون دولار) يمكن ان يحفز البحث العلمي في المملكة العربية السعودية. وأكمل مشروع الجينوم العربي هذا العام حل وتحليل رموز الصورة الجينية لاول متطوع وهو شخصية قبلية من السعودية خلال ستة اشهر. وبالمقارنة قضت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ست سنوات في محاولة لوضع الخريطة الجينية لجمل. ويريد فريق مشروع الجينوم العربي ان يكمل 100 نتيجة بحلول نهاية عام 2010 في اطار مشروع "1000 خريطة جينوم" لوضع خريطة تفصيلية لاختلافات الحمض النووي (دي.ان.ايه). ومن المرجح ان تثور بعض الحساسيات في منطقة الشرق الاوسط المتباينة تاريخيا وثقافيا حول الخريطة نظرا للأهمية التي يوليها البعض للانتماء الى اصل عربي. ويحرص بعض المسلمين على الانتماء الى اصل عربي لان النبي محمد عربي وانتشر الاسلام واللغة العربية معا. وقال عالم الجينات ابراهيم العبد الكريم ان قبائل شبه الجزيرة العربية ستشكل 50 في المئة من الخريطة الجينية والخمسين الاخرى ستكون من دول مثل مصر وسوريا وغيرها. واستطرد قائلا انها مسألة حساسة لان الناس الذين يتحدثون العربية يقولون على انفسهم انهم عرب لكن العرب يشملون جماعات عدة. وتتفاخر القبائل في شبه الجزيرة العربية بأنها من أصل عربي "نقي" وهناك أيضا في العالم العربي من يحتضنون او يرفضون الهوية العربية.