ووري جثمان المخرجة اللبنانية رندة الشهّال صباغ- الفائزة عام 2003 بجائزة الأسد الفضي في" مهرجان البندقية السينمائي" عن فيلم "طيارة من ورق"- الثرى الجمعة، في مدينة طرابلس اللبنانية، بعد أن غيبها الموت الاثنين في العاصمة الفرنسية باريس، بعد صراع مع سرطان الثدي عن عمر ناهز 55 عاماً. وفقا ما نقلته الوكالة اللبنانية الوطنية للأنباء فقد رثى وزير الثقافة اللبنانية تمام سلام المخرجة الشهال قائلا "انطفأت كاميرا رندة الشهال، ونال المرض العضال من هذه السينمائية اللبنانية الجريئة...تاركة إرثاً قيماً من الأفلام التي وصلت إلى المهرجانات العالمية وباتت محور النقاشات الفنية والسياسية في العالم العربي والعالم" منوها بموقفها الرافض لتقاسم جائزة اليونسكو للسلام مع المخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي عام 1999، وقالت cnn ان المخرجة التي نبضت أفلامها ومواقفها بأوجاع الانسان اللبناني والفلسطيني والعراقي وما يعيشوه من حروب، هي واحدة من بين مجموعة من المخرجين اللبنانيين الذين سعوا لإعادة خلق سينما لبنانية، ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية لتأتي أفلامهم القليلة انعكاساً لتجربتهم الخاصة مع هذه الحرب. أما أفلامها الروائية الأربعة التي ميزت بها مسيرتها القصيرة فهي "شاشات الرمل" (1991) الذي يصور حياة البذخ والغنى في مدينة ببلد صحراوي وتوق سارة بطلة الفيلم للحرية، و"حروبنا الطائشة" الفائز بجائزة معهد العالم العربي 1996 و يدور حول الحرب اللبنانية، وفيلم "الكافرون" ويدور حول الإسلاميين والعلاقات العربية الغربية الذي تدور أحدثه في القاهرة، وفيلمها الأخير"طيارة من ورق" عام 2004 ويصور مأساة سكان الجولان بين الطرفين السوري والإسرائيلي، والذي أكسبها جوائز عدة، أبرزها جائزة "الأسد الفضي." يُذكر أن الحكومة اللبنانية كانت قد منحتها وسام الأرز الوطني عن فيلمها "طيارة من ورق" بالرغم من علاقة الشهال السيئة مع الرقابة اللبنانية والتي بلغت أوجها مع فيلمها "متحضرات" بعدما أرادت الرقابة حذف أكثر من نصفه، عام 1999 بحجة ألفاظه النابية. وردت المخرجة أن نقطة الخلاف إزاء "متحضرات" يتعلق بالنظرة إلى الحرب الأهلية اللبنانية، التي ترى ضرورة إظهار بشاعتها. يُذكر أن آخر مشاريع رندة الشهال السينمائية كان فيلماً مقرراً أعلنت عنه في صيف 2005 ويحمل اسم "لسوء حظهم" إنتاج إيلي سماحة وبمشاركة كل من المغنية اللبنانية هيفاء وهبي والاسبانية فيكتوريا ابريل والفرنسية فاهينا جيوكانتي، إلا أن هذا الفيلم لم ير النور لأسباب لم يكشف عنها. وبشأن هذا الفيلم أجرت CNN بالعربية في أغسطس/آب 2005 مقابلة معها سألتها فيها ما إذا كانت تعتبر فيلمها القادم يشّكل نقلة في مسيرتها السينمائية، أجابت: "لم تكن أفلامي السابقة تخلو من الكوميديا، حتى في الفيلم الذي منعته الرقابة "متحضرات".. أنا أتعامل مع كوميديا المواقف والسخرية المريرة أحيانا، وليس مع كوميديا التهريج. كما أن هذا الفيلم ليس بعيدا عن المواضيع التي تعتبر من الثوابت في أفلامي السابقة، كالسياسة والحب والحرب والوطن والمنفى..."