ليس من حق أحد أن يمنع مواطنا أيَّا كان حاله من أن يفتخر بوطنه، وأن يُمجِّد بلاده، ومنذ خُلقت البشريّة وهي تعرف حقيقة العلاقة بين الوطن والمواطن، والشعب والقيادة، لذلك تُعتبر قلوب الشعوب من المكاسب الكبيرة لقيادات الشعوب، وحكومات البلاد؛ لأنها سلاح ينشهر في وجوه الأعداء، وأمان من الثورات الداخليّة، والأزمات الوطنيّة. وما أظن أحدا ينسى ذلك الولاء والانتماء الذي ظهر بين مواطني المملكة العربيّة السعوديّة ووطنهم، وأبناء أرض الحرمين وقيادتهم في أزمات خلقها الأعداء، وحاولوا أن يزعزعوا أمن البلاد على أيادي أبنائه، ويرموا الشعب في نار الثورات، والمظاهرات، والاستفادة من ذلك في إشغالنا عن النهضة والتطور، وإلهائنا بأنفسنا، ونسف كلّ المقدرات البشريّة والاقتصاديّة، وإسقاطها في مغبة الحروب الداخليّة، والجبهات المعارضة. ولم يَطُل الوقت حتى أثمرت تلك المواقف الخالدة، والعلاقة الوثيقة، بين الراعي والرعية في بلاد الحرمين، فأزهرت طاقات شبابيّة وصلت للعالميّة، ونهضات عمرانيّة واقتصاديّة تجاوزت كلّ التوقعات، ومنافسات على منصات التقنيّة، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، والاقتصاد، واستجلاب للأموال، وكسب رهان المنافسة على العالميّة، والوقوف على نفس المنصات التي انفردت بها الدول العظمى لفترات طويلة، فصرنا من أكبر عشرين دولة اقتصاديّة في العالم، وأصبحت المملكة مقصد أصحاب الأموال، والباحثين عن فرص الاستثمار. وفي الأيام القليلة الأخيرة حصدت المملكة منافستين تُثبت أنها كسبت بها الرهان، ونافست بقوتها، وسمعتها، وقدرتها، فكسبت وخسر غيرها، وخلال العشر السنوات القادمة ستُنظم المملكة العربيّة السعوديّة أبرز حدثين في تلك الفترة (كأس العالم 2034م) (معرض الرياض إكسبو 2030م) متزامنة هذه الأحداث مع انتهاء وإتمام (رؤية المملكة 2030م) فيكون عقد الإنجازات قد استُكمل، واستوى بدرره، التي تتراصّ فيه كما نضمها صانع الرؤية ومهندسها سمو الأمير: محمد بن سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله - تحت مباركة ورعاية من خادم الحرمين الشريفين، الملك: سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وبعمل متقنٍ، وتخطيط سليم، سيصبح الحلم حقيقة، ونحن نرى في كلّ يوم تشرق شمسه إنجازا جديدا، ونجاح مرحلة مهمة. أدام الله على هذه البلاد أمنها واستقرارها، وحفظ لها قيادتها وولاة أمرها، وكفاها من كلّ حاسد وحاقد.