ما بعد زيارة بايدن للمملكة العربية السعودية وحضوره قمة جدة ساد بعض العواصم الدولية وحتي بعض العواصم العربية اعتقاد ان بايدن حسم موقف المملكة العربية من الحرب مع روسيا لصالحه ,كما واعتقد هو شخصيا بان السعودية أصبحت الي جانب الولاياتالمتحدة في هذه الحرب ,واعتقد انه سيمتلك من هذه الزيارة كل شيء لدي العرب في مواجهة روسيا ,واعتقد انه هو الذي يعطي الأوامر لأكبر دولة عربية نفطية واكبر دولة عربية لها ثقلها السياسي والقيادي في الإقليم , واعتقد ان السعودية لا تمتلك أي خيارات بعلاقات سياسية واستراتيجية مع أي دولة كبري غير الولاياتالمتحدة في المرحلة الحالية , اخطأ بايدن في تصوراته ولم يحقق من تلك التصورات أي شيء , لوح بتقليص المساعدات العسكرية وصفقات السلاح كتهديد أولى في وجه العربية السعودية لدفعها تحسين العلاقة مع واشنطن لكن القيادة السعودية باتت على دراية كاملة بألاعيب واشنطن وتعرف خبث الساسة الامريكيين تجاه المملكة وكانت متأكدة ان بايدن جاء لمصلحة ادارته وليس لمصلحة الرياض فهو لا يعنيه سوي أموال ونفط العرب التي يحتاجها للانتصار على خصمة الروسي في الحرب الأوكرانية لان الحقيقة ان الحرب التي تخوضها أوكرانيا هي حرب بالوكالة عن واشنطن وحلفائها الغربيين . السعودية اكتشفت حجم التلاعب الأمريكي والمؤامرات التي تحيكها واشنطن ضد القيادة السعودية وامن واستقرار المملكة لتبقي السعودية في حاجة للأمريكان واساطيلهم وتبقيي واشنطن تستخدم الأرض السعودية لقواعد استراتيجية لها بالشرق الأوسط وتبقي السعودية دولة لا تمتلك قرارها الوطني , لكن ما حدث واغضب واشنطن أكد ان القيادة السعودية حافظت على قرار المملكة مستقلا بعيدا عن أي تأثير لقوي خارجية وهو قرارا عربي سعودي بامتياز سواء بقرار خفض انتاجها من النفط ضمن اتفاق اوبيك بلاس او إبقاء أسعار النفط في حدود المائة دولار للبرميل ليس اقل واعتقد ان هذا من اهم القرارات التي تحافظ علي مركزية المملكة العربية السعودية ما يعني انها لا تكترث ولا تخشي ولا تخاف ولا تحسب حساب لاي تداعيات لهذا القرار الذي حاولت واشنطن اليوم ان تصوره بالجريمة التي ارتكبتها العربية السعودية وبدأت تصدر تهديدات مختلفة عن أوساط مختلفة بحق المملكة وقرارها التاريخي. وبدأت أوساط مركزية في إدارة بايدن تحرض على قرار خفض انتاج النفط ما يلزم واشنطن خفض العلاقة مع السعودية وخاصة ان هذه الأوساط بدأت تضع ولى العهد (الأمير محمد بن سلمان) في دائرة الاستهداف باعتباره المحرك الرئيس لهذا القرار. إدارة بايدن لم تكتف بهذا التهديد بل انها بدأت تحمل ولى العهد (الأمير بن سلمان) مسؤولية تعكير العلاقة مع واشنطن لصالح روسيا لأنه يقف تماما مع فلاديمير بوتن في حربه على الغرب نكاية في إدارة بايدن التي مازالت تعادي ولي العهد وتتفادي الحديث معه في أي جوانب تخص العلاقة بين البلدين. وزير الخارجية الأمريكي (انتوني بلينكن) قال مؤخرا ان إدارة بايدن تدرس عدد من خيارات الرد على المملكة العربية السعودية وقيادتها بعدما تأكدت ان السعودية اتفقت مع باقي أعضاء مجموعة (اوبيك بلس )على تخفيض اكبر انتاج للنفط منذ عقود، وقال ان واشنطن تدرس عدد من الردود التي تحدد العلاقة مع العربية السعودية وذلك بعد التشاور مع الكونغرس و الوصول الي استراتيجية جديدة لإعادة صياغة هذه العلاقة ,ويصر العديد من الخبراء الأمنيين والاستراتيجيين في إدارة بايدن علي معاقبة السعودية ومحاولة الضغط علي قيادتها لتجبرها على التراجع عن خطورة تنفيذ قرار اوبيك بتخفيض انتاج النفط . علي ما يبدو ان واشنطن ستحاول خفض صادرات السلاح للسعودية كعقاب علي قراراها الهام وخاصة ان أصحاب الثقل في السياسة الخارجية مثل السيناتور (كريس مورفي) يوصون بذلك , الا ان نواب أمريكيين اخرين يوصوا بأكثر من ذلك أي بسحب أنظمة الدفاع الصاروخي من المملكة وكذلك الامارات العربية المتحدة ويقولوا علنا بانه على السعودية ان تذهب الي (فلاديمير بوتين) الذي اتفق معه ولى العهد (الأمير محمد بن سلمان ) على إيذاء واشنطن لتوفير الحماية للرياض من أي تهديدات حتمية , فيما يهدد اخرون بأحياء قانون "نوبك" الذي يقر بفرض عقوبات علي كامل أعضاء مجموعة أوبك باعتبار ان هذه المجموعة تمارس الاحتكار في وقت العالم والغرب في حاجة ماسة لان تعوض خسائرها من النفط والغاز ومجمل نقص الطاقة التي ستعيد أوروبا وامريكا الي العصور الوسطي . يمكن ان تتمادي إدارة بايدن في تهديداتها للسعودية وعلي راسها الرجل القوي ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان )وتحمله المسؤولية بصفته الشخصية , وقد تفرض علي الرجل عقوبات غرضها المركزي الضغط عليه للتماشي مع السياسة الامريكية وتلبية رغبات إدارة بايدن ويسير حسب توجيهات رجال المخابرات الامريكية ليس في موضوع النفط ولكن في مواضيع تمت بالسياسة المركزية للمملكة العربية السعودية باعتبارها تقود العالم العربي والإسلامي وتمردها علي واشنطن قد يغري الكثير من البلدان العربية لتحذو حذوها وبالتالي تخسر واشنطن المجموع العربي وخاصة انها تخوض معركة مع روسيا على الأرض الأوكرانية وتدفع كل فلس في خزينها لأوكرانيا سواء على شكل سلاح او على شكل أموال مطلوبة لأغراض كسر شوكة الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) . القيادة السعودية وعلى راسها ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان) تعرف تماما كيف تحافظ على امنها واستقرارها ولم تعتمد بشكل مطلق على واشنطن في موضوع السلاح فقد اوجدت بدائل منذ فترة وتعرف ان واشنطن لا تحترم أي علاقة وسرعان ما تنقلب , لذلك لا تحسب القيادة السعودية حساب لهذه التهديدات باي شكل كان وتتوقع ان يكون هناك مزيد من المؤامرات السفلية من قبل واشنطن وقوي التخريب في المنطقة وهي مستعدة لذلك , ولا تحسب السعودية حساب لتضرر علاقاتها مع القطب الواحد فقد تغيرت خارطة التحالفات بالعالم ولن تقبل القيادة السعودية ان تورطها واشنطن يوما من الأيام في الحرب الحالية التي قد تتحول الي حرب عالمية ثالثة مدمرة. [email protected]