في إحدى الأيام كنا في المختبر، طلب منا استاذنا أن نقوم بعمل تجربة بعد انتهاء المحاضرة، قام بتقِّسيِّمَنِا إلى مجموعات، كل مجموعة تولت تجربة معينة، في هذه اللحظات امسك زميلي زجاجة الساعة وجاء زميلي الآخر ليضع المحلول فيها، وفي هذه الَأّثّنِاء جاء طرف ثالث بحركة غير متّعٌمَدِةّ آدت إلى سقوط الزجاجة على الأرض وتناثرت وسقط المحلول كذلك، امتزج المحلول مع دقائق الزجاج والمواد الأخرى الموجودة على الأرض، كانت صدمة للطلاب وكان الأستاذ قد تعصب لهذا الفعل لأنها تجربة ثمينة، وفي هذه اللحظات القليلة والكل ينِضّر إلى الأسفل وإذا هم يشاهدون قد حصل تفاعل بين دقائق الزجاج والمحلول والمواد العالقة على الأرض وأصبح منظر جميل لتفاعل المواد، وهنا لم يتكلم الأستاذ ولم يوِبِخَ طلابه لأن النتيجة كانت مبهرة على الرغم من فشل التجربة ولكن بعد الفشل هناك نجاح إذا كنا صادِقِيِّن في عملنا. النجاح؛ هو الوصول إلى الهدف خلال فترة قياسية، والقدرة على تحقيق الإنجاز. النجاح مأخوذ من الفعل نجح؛ وتعني إدراك الغاية والتّوِفِّيِّقِ فيها. هناك معاكس لكلمة نجاح وهو الفشل الانكسار، حيث أن الفشل ناتج من سوء التصرف وعدم التركيز في الأمور أو يعود لأسباب صحية، أو اجتماعية، لم يخلق الله إنسانا فاشلا وإنما الفشل نتاج من نتاجات الإنسان نفسه، بعض الفشل يقود إلى طرق النجاح في حال قمنا بتصٌحٌيِّح أفعالنا وأفكارنا، واتخاذ الطرق الصحيحة للمعالجة، حيث أن السلبية في حياة الإنسان تؤدي به إلى مسار مغلق خالي من أي أبعاد. فالإنسان الناجح في حياته لم يأته النجاح دون جهد، بل تّعٌبِ وسهر الليالي ووفر طاقته وإمكاناته، حتى يصل إلى الهدف الذي يصبوا إليه. جميع غاياتنا ونجاحاتنا تنموا بالعمل الدؤوب وتوظيف أفكارنا وقدراتنا بالأماكن المناسبة، كم من فاشلا أصبح عالم متعلم متمكن، لأنه عمل على فشله فجعله نجاحا له، وكم من ناجحا دفعه غروره ونجاحه إلى السقوط في عالم البطرسة والتعجرف، حتى وصل إلى الهاوية وخسر نجاحه وأصبح أتعس من الفاشل، يقول الشافعي: بقدر الكد تكسب المعالَيِّ ومن طلب العلا سهر الليالَيِّ ومن طلب العلا بغير ګدِ أضاع العمر في طلب المحالَ إن النجاح يعطي أمل لحياة جديدة، لواقع أجمل، ويعطي دافع اكبر لمواصلة المسير، فالإنسان الناجح هو الصديق المفضّلَ، الأب الذي نقتدي به، الأخ الذي نتفاخَر به، ويصبح لنا القدوة في الحياة لنسير على منوالهِ، ومن يريد النجاح فلا يدع للصدفة محلا في حياتّهِ. جميع المسارات في الحياة لها أبواب إلى النجاح، ولكل نجاح فشل، ولكل فشل تجِربِةّ، ولكل تجربة عٌبِرةّ، ولكل عبرة معٌرفِّة، ولكل معرفة دِرَّس، ولكل درس فائدة، وفي النهاية وراء كل فائدة نجاح فهي عملية عكسية، اعمل بنفسك لنفسك لذاتك لترى اسمك في أّلَقِمَم. نقلا عن صوت كردشتان http://sotkurdistan.net/2020/05/29/%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%83%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A7-%D8%AC%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A