في لقاء تلفزيوني مطول أجرته معه قناة CBS أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي و نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن "ليس هناك فرق بين المرأة والرجل في السعودية"، مشيراً إلى أن "قوانين الشريعة واضحة، فليس هناك نصّ يوجب المرأة لبس العباءة السوداء". وفيما يتعلق بالحملة على الفساد، قال الأمير "ما فعلناه في السعودية بخصوص مكافحة الفساد كان ضروريًا، وجميع الإجراءات كانت قانونية" مشيراً إلى أنه "تم استرداد أكثر من 100 مليون دولار في حملة مكافحة الفساد، والهدف منها ليس المال، وإنما معاقبة الفاسدين الذين انخرطوا في صفقات فاسدة". وفيما يلي حديث الامير "عين الخليج" نقلا عن قناة النصّ الكامل لمقابلة سمو ولي العهد: *عندما يُفكر العديد من الأمريكيين في المملكة العربية السعودية، فأول ما يتبادر إلى ذهنهم، أسامة بن لادن و11 سبتمبر، والإرهاب الذي جلبه إلى الأراضي الأمريكية؟ – هذا صحيح، فأسامة بن لادن قام بتجنيد 15 سعوديًا في هجمات 11 سبتمبر بهدف واضح، ووفقًا لوثائق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وتحقيقات الكونجرس، أراد أسامة بن لادن خلق انشقاق بين الشرق والأوسط والغرب، وتحديدًا بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية. * لماذا أراد أسامة بن لادن خلق هذه الكراهية بين الغرب والمملكة العربية السعودية؟ – بسبب رغبته في خلق بيئة مواتية للتجنيد، ونشر رسالته الراديكالية للمجندين بأن الغرب يخطط لتدميركم، وفي الواقع لقد نجح في خلق هذه الكراهية. * وكيف يتم تغيير ذلك؟ لأنه على ما يبدو أن ما تحاول القيام به هو تغيير الأشياء في الوطن؟. – في الواقع، أعتقد أننا نجحنا على عدة أصعدة كثيرة، خلال الثلاث سنوات المنصرمة. * ما هو أكبر تحدٍ أمامك؟ – هنالك الكثير من التحديات، لكن أعتقد أن التحدى الكبير الذي يواجهنا هو أن يؤمن الناس بما نقوم به. * هناك مفهوم واسع الإنتشار بأن الإسلام الذي يُمارس داخل المملكة، قاسي، صارم، وغير متسامح، هل هذا الأمر حقيقي؟ – من بعد عام 1979م، هذا أصبح حقيقة، كُنا ضحايا، ولا سيما جيلي الذي عانى من هذا الأمر بشكل كبير. * ما كانت عليه المملكة العربية السعودية على مدى الأربعين عامًا المنصرمة، هل هذه هي السعودية الحقيقية؟ – بالطبع لا، هذه ليست المملكة العربية السعودية الحقيقية، وأنني أطلب من المشاهدين استخدام هواتفهم الذكية لمعرفة ذلك، ويمكنهم البحث في جوجل عن السعودية في السبعينات والثمانينيات، وسوف يرون السعودية الحقيقية بسهولة من خلال الصور. * وماذا كانت السعودية قبل عام 1979م؟ – كنا نعيش حياة طبيعية جدًا مثل بقية دول الخليج، كانت النساء تقود السيارات، كانت هناك دور سينما في المملكة العربية السعودية، عملت النساء في كل مكان، كنا مجرد أشخاص عاديين يتطورون مثل أي بلد أخر في العالم حتى أحداث 1979م. أعطيت النساء السعوديات – اللواتي كن غير ظاهرات في العلن – حقوقًا جديدة، مما يسهل عليهن بدء أعمال تجارية، والانضمام إلى الجيش، وحضور الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية.. وفي يونيو، سيكونون قادرين على الجلوس خلف عجلة القيادة، وقيادة سيارتهم الخاصة. مشغل الفيديو * هل هناك فرق بين الرجال والنساء في السعودية؟ – نحن جميعًا بشر، وليس هناك فرق بيننا. * لقد قلتُ "إعادة المملكة العربية السعودية إلى ما كانت عليه، إلى الإسلام المعتدل"، ماذا يعني ذلك؟ – هناك العديد من الأفكار التي تتناقض مع طريقة الحياة في زمن الرسول والخلفاء. وهذا هو المعيار والنموذج الحقيقي الذي يجب أن نتبعه. فالقوانين واضحة جداً في الشريعة الإسلامية؛ مثلاً يجب على المرأة أن ترتدي ملابس لائقة ومحترمة، مثل الرجال، ولم تحدد بشكل خاص العباءة السوداء، أو النقاب، ويجب أن يكون القرار متروك تمامًا للمرأة أي من الملابس اللائقة والمحترمة التي يجب عليها أن ترتديها. * لقد وعدت بالشفافية والانفتاح، لكن هناك تقارير تفيد بأن عشرات الأشخاص الذين انتقدوا حكومتكم قد تم اعتقالهم في العام والماضي، منهم اقتصاديين ورجال دين ومثقفين، فهل هذا حقًا مجتمع مفتوح وحر؟ – سنحاول التعريف بقدر المستطاع وبأسرع ما يمكن وتقديم معلومات حول هؤلاء الأفراد من أجل أن نضع العالم في الصورة وأن يكون على وعي بما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية لمكافحة الراديكالية. * لكن إجابة السؤال يجب أن تكون حول انتهاكات حقوق الإنسان داخل البلاد؟ – المملكة العربية السعودية تؤمن بالعديد من مبادئ حقوق الإنسان، في الواقع، نحن نؤمن إيمان تام بفكرة حقوق الإنسان، لكن المعايير السعودية في النهاية ليست هي نفس المعايير الأمريكية، لا أريد أن أقول أنه ليس لدينا قصورًا في المعايير الخاصة بنا، بالتأكيد لدينا، لكن بطبيعة الحال، نحن نعمل على إصلاح هذه العيوب. * ماذا حدث في فندق ريتز كارلتون، كيف تم هذا العمل؟ لقد تم تحويل فندق ريتز كارلتون إلى سجن؟ – ما قمنا به في المملكة كان ضروريًا للغاية، وكانت جميع الإجراءات التي تم اتخذها تتوافق مع القوانين القائمة. * هل كانت هذه مساعي لاستعراض القوة؟ – هذه اتهامات ساذجة، فإذا كانت لدي السلطة، والملك لديه القدرة على اتخاذ مثل هذه الإجراءات ضد أشخاص مؤثرين، فأنت بالفعل قوي. * كم من المال تم استرداته؟ – حوالي 100 مليار دولار، لكن الهدف الحقيقي لم يكن الحصول على هذا المبلغ أو الأموال بصفة عامة، فالعبرة ليست في ذلك، لكن في معاقبة الفاسدين وإرسال إشارة واضحة بأن كل من ينخرط في صفقات فاسدة، سيواجه القانون. * هل تعترف بإن ما حدث كان كارثة إنسانية، بوفاة 5000 مدني، وتجويع الأطفال في اليمن؟ – إنه أمر بالغ الأمر، وآمل أن تتوقف الميلشيات بالداخل عن استخدام الحالة الإنسانية لإثارة تعاطف المجتمع الدولي، فهم من يوقفون المساعدات الإنسانية، من أجل خلق مجاعة وأزمة إنسانية. * هل هذا حقًا ما يحدث باليمن، حرب بالوكالة مع إيران؟ – للأسف، تلعب إيران دورًا ضارًا.. فالنظام الإيراني يقوم على أيدولوجية خالصة، والعديد من عملاء القاعدة محميون في إيران وترفض تسليمهم إلى العدالة، ويرفضون تسليمهم إلى الولاياتالمتحدة، وهذا يشمل ابن أسامة بن لادن، القائد الجديد لتنظيم القاعدة، الذي يعيش في إيران، ويقوم بعملياته خارج إيران، ومدعوم من إيران. * في حقيقة الأمر، ما سبب هذا الشقاق؟، أهي هي معركة دينية من أجل الإسلام؟ – إيران ليست منافسة للمملكة العربية السعودية، وجيشها ليس من بين الجيوش الخمسة الأوائل في العالم الإسلامي، والاقتصاد السعودي أكبر من الاقتصاد الإيراني، إيران بعيدة عن أن تكون مساوية للسعودية؟! * لقد رأيتك تدعو آية الخامئني ب"هتلر" الشرق الأوسط الجديد.. لماذا ؟ – لأنه يريد التوسع، يريد إنشاء مشروع خاص به في الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير أفكار هتلر الذي أراد التوسع في إبان حياته، والعديد من دول العالم وأوروبا لم تدرك مدى خطورة هتلر في البداية حتى حدث ما حدث، ولا أريد أن أرى نفس الأمر يحدث مجددًا في الشرق الأوسط. * هل تحتاج المملكة العربية السعودية إلى أسلحة نووية لمواجهة إيران؟ – السعودية لا تريد الحصول على أي قنبلة نووية، ولكن دون شك، إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أقرب وقت ممكن. * هل توجه نظرك صوب الدراسة والتعليم في المملكة العربية السعودية؟ – تم غزو المدارس السعودية من قِبل العديد من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، وإلى حد كبير، حتى الآن، لازالت هناك بعض العناصر المتبقية، وسوف نحتاج لفترة قصيرة حتى يتم القضاء عليها تمامًا. * هل تقوك أنك ستقضي على هذا التطرف في النظام التعليمي؟ – بالطبع، لن تقبل أي دولة في العالم أن يتم غزو نظامها التعليمي من قبِل جماعة من المتطرفين. * معظم النساء الشابات اللواتي التقيت بهن عبر سناب شات، كانوا يطلبون مني الإنضمام إليهن عبر التطبيق، وهذا تغيير كبير في ثقافة البلاد بأكملها. – لا أستطيع الإدعاء بأنني لعبتُ دورًا في هذا، فدائمًا ما كان السعوديون منفحتين على وسائل التواصل الإجتماعي والتكنولوجيا. * أنت تتحدث عن التساوي في الأجور، بينما لا تستطيع النساء قيادة السيارة في هذه البلد، وهذا هو المكان الوحيد في العالم الذي لا تملك فيه النساء حق القيادة. – هذا الأمر لم يعد مشكلة بعد الآن، فاليوم، تم تأسيس مدارس قيادة لتعليم النساء وسيتم افتتاحها قريبًا، وفي غضون بضعة أشهر، ستقوم النساء بقيادة السيارة في المملكة، ولقد انتهينا أخيرًا من تلك الفترة المؤلمة التي لايمكننا تبريرها. * بالتأكيد، معظم الناس يسمعون عن القانون الذي سيسمح للنساء بقيادة السيارة في يونيو، ولكن هناك أيضًا قوانين وصاية يتعين على المرأة أن تمتثل لها، فلكي تسافر وحدها، عليها أن تحصل على إذن من أهل بيتها، وهذا الأمر يبدو خطوة للخلف؟ حتى اليوم مازالت المرأة السعودية لم تحصل على حقوقها كاملة، فهنالك حقوق منصوص عليها في الإسلام لاتمتلكها، ولكننا قطعنا شوطًا طويلاً جدًا، ويتبقى طريق قصير لنقطعه. * ماذا تعلمت من والدك؟ – الكثير والكثير من الأشياء، أنه يحب التاريخ كثيرًا، إنه قارئ متعطش للتاريخ، كل أسبوع، كان يقدم لكل واحدًا منا كتابًا، وفي نهاية الأسبوع، كان يسألنا عن محتوى هذا الكتاب، الملك يقول دائمًا، "إذا كنت تقرأ تاريخ ألف سنة، فلديك خبرة ألف سنة". * عمرك 32 عامًا، ويمكنك حكم هذه البلاد للسنوات الخمسون القادمة؟ – الله وحده فقط يعلم كم من الوقت سأعيش، وإذا عاش المرء 50 عامًا أو لا، ولكن إذا سارت الأمور بطرقها العادية، فهذا أمر متوقع. * هل هناك أي شيء يستطيع ايقافك؟