كشف مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين الدكتور هاني زهران بأن النشاط الزلزالي والبركاني في غرب المملكة لهما علاقة وثيقة بعملية انفتاح البحر الأحمر، مشيراً إلى أن حرة الشاقة في غرب المملكة تعتبر من الحرات البركانية الحديثة حيث حدث حشد زلزالي كبير في عام 2009 م، وقد وصل عدد الهزات المسجلة ما يزيد عن 30000 هزة أرضية، وقد بلغت قوة أكبر هزة في هذا الحشد 5.4 درجة بمقياس العزم الزلزالي، وقد تسببت هذه الهزة في الحاق بعض الخسائر البسيطة في مدينة العيص التي تقع على بعد 40 كم من مصدر الهزات. وأوضح د. زهران خلال ورقة عمل قدمها في المؤتمر الجيولوجي الدولي الثاني عشر تحت عنوان "خيراتنا من أرضنا" بأن التطور الاقتصادي السريع والمتنامي وكذلك الانتشار العمراني الكبير في غرب المملكة والذي يتزامن مع حدوث نشاط زلزالي ملحوظ يتطلب ضرورة دراسة وتحديد المخاطر الزلزالية في غرب المملكة، مشيراً إلى أن كود البناء السعودي الصادر في عام 2007، لم يضع في الاعتبار النشاط الزلزالي في حرة الشاقة كمصدر زلزالي عند حساب خرائط المخاطر الزلزالية لغرب المملكة. واستعرض د. هاني زهران دراسة المخاطر الزلزالية لحرة الشاقة، وبشكل خاص مدينة العيص، مبيناً بأن تم استخدام نتائج المسوحات الجيوفيزيائية والزلزالية التي تمت في هذه الدراسة كمدخلات في حسابات المخاطر الزلزالية، حيث تم حساب المخاطر الزلزالية باستخدام طريقة كورنل وماجوير لحساب المخاطر الزلزالية الاحتمالية، و من ثم تم تقييم المخاطر الزلزالية باستخدام طريقة مونت كارلو بناءً على سيناريوهات الحشود الزلزالية المتوقعة. وكشف خلال جلسات المؤتمر الذي تنظمه هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم الأرض بأن نتائج دراسة المخاطر الزلزالية الاحتمالية لمدينة العيص تشير إلى أن هناك احتمالية حدوث هزات و يجب وضعها في الاعتبار، حيث بلغت أقصى قيمة للعجلة الأرضية بالنسبة لفترة تكرار 2475 سنة، 200سم/ث 2 للتربة من النوع B) ) ، 170 سم/ث 2 للتربة المتماسكة من النوع (C)، و150 سم/ث 2 للتربة الصلبة من النوع (D)، كما تصل قيم عجلة التسارع الأرضية في منتصف حرة لونيير (الشاقة) لفترة تكرار 2475 سنة إلى 200 سم/ث 2. كما تشير دراسة تقييم المخاطر الزلزالية المعتمدة على سيناريو الحشود الزلزالية إلى احتمالية تعرض حرة الشاقة لخطورة زلزالية عالية. وبين بأنه قد تم رسم منحنيات التصميم الهندسي لمدينة العيص باتباع الارشادات الموجودة في الكود السعودي للبناء لعام 2007م، وقد تم مقارنة نتائج هذه الدراسة بالقيم الموجودة في الكود السعودي للبناء، حيث اتضح أن قيم عجلة التسارع الأرضية للأطوال الموجية القصيرة أعلى عن تلك الموجودة في الكود السعودي للبناء، مشيراً إلى أن هذا دليل واضح على وجود تأثير للزلازل التي قد تحدث في حرة لونيير وتقع على مسافات قريبة من مدينة العيص. كما تشير إلى أن زلازل حرة لونيير قد تولد موجات زلزالية قوية عالية التردد في مدينة العيص. وأكد بأن الدراسة الحالية تشير إلى أهمية مراجعة وتحديث خرائط المخاطر الزلزالية الموجودة في كود البناء السعودي وخاصة في منطقة حرة لونيير، فضلاً عن أن الدراسة الحالية قد وفرت قاعدة بيانات تستخدم كمدخلات لتحديد المخاطر الزلزالية التحديدية لمدينة العيص والتجمعات السكنية الأخرى المجاورة لحرة لونيير، والتي يمكن استخدامها في حالات الطوارئ وإعادة الاعمار، مؤكداً بأن الدراسة أشارت إلى أهمية إجراء الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية ودراسة الصدوع النشطة بهدف تدقيق حسابات معدل تكرار حدوث الزلازل، وكذلك حساب أكبر قوة زلزالية متوقعة في منطقة حرة الشاقة، بالإضافة كما إلى أهمية الأخذ في الاعتبار تأثير التربة من حيث تضخيم أو توهين الموجات الزلزالية. كما ناقش المؤتمر العديد من المخاطر الجيولوجية في الجزيرة العربية من بينها الهزات الأرضية والأنشطة البركانية، بالإضافة إلى مخاطر تساقط الصخور، والمخاطر المرتبطة بالطقس مثل الفيضانات والعواصف الرملية. وأهمية رسم الخرائط وتقدير آثار المخاطر الجيولوجية وتخفيفها والتي تمثل مشكلة علمية ومجتمعية هامة، وأهمية تقييم المخاطر الزلزالية، وأهمية نظام الإنذار المبكر بالزلزال والإشعار المسبق قبل وصول موجات زلزالية مدمرة، وأهمية تقييم كفاءة السدود في حال العواصف الممطرة وتطبيق استراتيجية الصيانة للحفاظ على كفاءة وفعالية هذه المرافق. كما استعرضت جلسات المؤتمر مخاطر التصدعات الأرضية وعلاقتها بالأنشطة البشرية والعوامل الطبيعية ومخاطرها الكبيرة على البنى التحتية، فضلاً عن مناقشة مخاطر الاستخدام المفرط لمياه البحر وارتفاع المياه الجوفية إلى مستويات حرجة في بعض المناطق السكنية. ودعا المؤتمر إلى تقديم مساهمات علمية تعالج المخاطر الجيولوجية في الجزيرة العربية، وتقدم توجيهات ثاقبة لتحديد المخاطر وتحديد حجم التأثيرات المحتملة ذات الصلة بالمخاطر، وتقديم استراتيجيات التخفيف والحد من العواقب المحتملة. يشار إلى أن المؤتمر الجيولوجي الدولي الثاني عشر يشمل محاضرات متخصصة في الطاقة الحرارية المتجددة والسياحة الجيولوجية، واوراق عمل اخرى هامة ستعرض أحدث التطورات، والأفكار، والتقنيات، في علوم الارض في جميع تخصصاتها خلال أيام المؤتمر، ويهدف لتعزيز سبل المعرفة والتعاون في جميع مجالات الجيولوجيا بكافة أنحاء المنطقة العربية لإيجاد روابط علمية قوية لجميع الأوساط ذات العلاقة بالجيولوجيا ومنها الأكاديمية، الصناعية، السياسية، البيئية، الجغرافية، والأثرية. بالإضافة الى تسهيل البحوث في المجالات الناشئة، وكذلك تعزيز التنمية المستدامة على المدى الطويل في الدول العربية.