توقع تيم كالين، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي، للسعودية نموا في إجمالي الناتج المحلي السعودي بنسبة تصل إلى 3.5% خلال الشهورالمتبقية من 2015، مشيرا إلى أن الاقتصاد السعودي لا يزال قويا خاصة في ظل الدعم الكبير، الذي تلاقاه من زيادة إنتاج النفط واستمرار الإنفاق الحكومي. وأضاف كالين في تصريح لصحيفة »المدينة» أن النمو قد يتباطأ قليلا في عام 2016 مع بدء تعديل الإنفاق الحكومي تماشيا مع الانخفاض السائد في أسعار النفط إلى 2.7%، وهو رقم لايثير القلق، خاصة أن الاقتصاد السعودي ذو متانة وقوة، وهذا ما يعكسه بوضوح القطاع المالي والنقدي. وأشاد كالين بقيام الحكومة السعودية بتخفيض الديون غير المسددة إلى مستويات شديدة الانخفاض في السنوات الأخيرة، موضحًا أن تعامل الحكومة السعودية مع هبوط إيرادات النفط وعجز الميزانية العامة كان منطقيا للغاية، وذلك من خلال السحب من ودائع مؤسسة النقد العربي السعودي، التي بلغت مستويات مرتفعة في فترة ارتفاع أسعار النفط. وأشار كالين إلى أن إصدار سندات الدين العام سيساعد على البدء في بناء منحنى معياري للعائد، وهي خطوة مهمة في تطوير سوق الدين الخاص في المملكة. وفي الوقت نفسه طالب كالين بالاستعداد باستراتيجية لتنمية الموارد وتخفيض الإنفاق الحكومي ومراجعة خيارات مثل إجراء إصلاحات في كفاءة استخدام الطاقة وزيادة الإيرادات غير النفطية. هذا وكانت أسعار النفط قد هبطت بأكثر من 50٪ منذ منتصف شهر يونيو من العام 2014 بسبب ضعف الاقتصاد العالمي ووفرة النفط الخام في السوق، كما قررت السعودية تخفيض سعر البيع الرسمي لنفطها الخام إلى الولاياتالمتحدة والأسواق الآسيوية خلال النصف الثاني من العام 2014 لحماية حصتها السوقية.. وقد بلغ متوسط إنتاج النفط السعودي 9.7 مليون برميل يوميًا في العام 2014 بزيادة قدرها 100 ألف برميل يوميًا عن 2013. وتشيرالتوقعات إلى أن الاقتصاد غير النفطي سيحافظ على نموه المتسارع بمعدل 5٪ خلال العامين 2015 و2016.. ولطالما كان الإنفاق الرأسمالي الحكومي إحدى ركائز الاقتصاد السعودي في الأعوام الأخيرة، حيث جرى الاستثمار في مجموعة واسعة من القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية ابتداء من قطاعي النقل والإسكان وانتهاء بقطاعي الطاقة والخدمات المالية، ومن المتوقع ضخ استثمارات في البنية التحتية بقيمة 4.1 تريليون ريال في العديد من المشروعات البارزة، التي من ضمنها مترو الرياض ومترو مكة ومشروع توسعة مطار الملك عبدالعزيز الدولي ومشروع محطة الشقيق لتوليد الكهرباء ومشروع أبراج كدي متعددة الاستخدامات بمكة.