أعلن رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، عن تمكن الفريق البحثي السعودي الصيني من فك الشفرة الوراثية للنخيل، في انجاز جديد يسجل للمملكة في مجال الموروثيات (الجينوم). وقال خلال الحفل الذي اقيم برعاية وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم "إن المملكة حرصت على إيجاد استراتيجية فعالة للاستفادة من أحدث التطورات العلمية في المجال الموروثيات, حيث تبنت التقنية الحيوية كإحدى التقنيات الاستراتيجية المتقدمة في الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار, مشيراً إلى إنشاء مركز الموروثيات بالاشتراك مع الأكاديمية الصينية للعلوم بهدف تعزيز تعاون الطرفين في مجالات الموروثيات والمعلومات الحيوية. واوضح أن هذا الانجاز انبثق من اهتمام المملكة بقطاع الموروثيات، ومن خلال سعي وزارة الزراعة الحثيث لإيجاد حلول لأبرز العقبات التي تواجه قطاع النخيل في المملكة, عاداً المشروع خطوة استراتيجية لتطوير علوم الحياة والصناعة القائمة على التقنيات الحيوية بالمملكة, التي كان منها نجاح المدينة والفريق الصيني من فك شفرة المعلومات الوراثية للجمل العربي الذي أعلنت المدينة عنه في مناسبة سابقة. وبين أن نتائج المشروع ستعود على الاقتصاد الوطني بفوائد كثيرة بإذن الله، حيث ستؤدي إلى تطوير وتحسين السلالات من خلال تعريف الجينات المتعلقة بالإنتاجية في النخيل, كما سينجم عنها تطوير طرق الفحص والكشف على الأمراض التي تصيب النخيل وكيفية معالجتها والقضاء عليها، بالإضافة إلى توفير عملية توطين تقنية علم الوراثة النباتي، كما أسهم بفاعلية في إعداد وتدريب كوادر وطنية مؤهلة في إجراء البحوث العلمية في مجالات الهندسة الوراثية بمختلف تطبيقاتها. وأشار الدكتور السويل إلى تمكن الفريق البحثي في مركز الموروثيات من خلال هذا المشروع من نشر 12 بحثا في مجلات علمية عالمية محكمة, عرض اثنان منها على الغلاف الخارجي لمجلتين علميتين مستقلتين تقديراً لمستوى وأهمية المادة العلمية المقدمة. . من جانبه، أكد وزير الزراعة، أن الدولة أولت زراعة النخيل أهمية خاصة باعتبارها أحد المنتجات الزراعية المهمة في المملكة، من خلال اتباع سياسات وخطط تنموية للمحافظة على النخيل ودعم وتشجيع المزراعين بتقديم الإعانات وشراء جزء من إنتاج مناطق المملكة بسعر مجزي وتصنيعه ومكافحة الآفات التي تصيب النخيل . وأشار إلى أن الوزارة قامت بإنشاء مركز متخصص لأبحاث النخيل والتمور يعنى بإجراء الأبحاث والتجارب الخاصة بالنخيل والتمور في مجال الإنتاج والإكثار والوقاية والتصنيع والتسويق، موضحاً أن الوزارة أبرمت مذكرة تفاهم للتعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات الحكومية، والمنظمات الدولية لتطوير قطاع النخيل والتمور، كما تبنت إنشاء المجلس الدولي للتمور الذي صدرت الموافقة السامية على أن تكون الرياض مقراً له. بدوره، أوضح الباحث الرئيس لمشروع موروث (جينوم) النخيل المشرف على مركز بحوث الموروثيات المشترك بالمدينة الدكتور إبراهيم بن صقر المسلم، أن الباحثين السعوديين والصينيين عملوا في المرحلة الأولى من المشروع، على بناء مختبر متطور لتحديد تتالي ال DNA ومختبر لتحليل المعلومات الحيوية، مفيداً بأن الإنتاج اليومي عالي النوعية لهذا المختبر من القراءات التي تصل لنحو 50 بليون قاعدة من تتاليات ال DNA ، جعلت مركز بحوث الموروثيات بالمدينة أول وأكبر مركز في الشرق الأوسط متخصص في تحديد تتالي الموروثيات ومعالجتها. وبين أن المشروع ركز في بدايته على رسم الخريطة لموروث البلاستيدة الخضراء، وتحديد تتالي ال DNA المكمل، واكتشاف المورثات وتحليل الهيئة التعبيرية أثناء نضج الثمار وتحديد تتالي موروث النخيل في صنف الخلاص وعدد من الأصناف الإقتصادية الأخرى مثل (العجوة والسكري... الخ)، مؤكداً أن المشروع استطاع خلال فترة وجيزة جني أول ثماره من خلال نشر موروث البلاستيدة الخضراء في مجلة بلوس PLOS ONE الأمريكية في 2010. وقال : عند دراسة تغير التعبير المورثي أثناء تطور ونضج ثمار نخيل التمر وجدنا 10 مورثات جوهرية تتعلق بتكاثر الخلايا، و 18 مورثا مرتبطة بنضج الثمار وسبعة مورثات مسؤولة عن إنزيمات إستقلاب النشاء، التي تستخدم كمخزن غذائي، أما عند دراسة التجميع عالي النطاق والتعريف الوظيفي لنماذج مورثات نخيل التمر، حصلنا على 67651 مورثا وعرفنا وظيفة أكثر من 52770 مورثا منها، كما ميزنا مورثات إدارة شؤون الخلية ومورثات نوعية النسيج، مفيداً أن كلا الدراستين قدمت كمصادر قيمة ليس فقط للدراسات الموروثية المستقبلية وأبحاث التحكم المورثي، وإنما لتمييز صفات المورثات ومراجعة الموروث لتحسين نوعية الثمار وكمية المحصول. وأكد أن مشروع موروث نخيل التمر سوف يكمل مرحلته القادمة باستكمال بناء الخريطة الوراثية الكاملة التي تشمل العلامات الوراثية عالية الكثافة، حيث سيمهد هذا البحث الطريق للمزيد من الدراسات الموروثية ليس فقط على نخيل التمر وإنما على أنواع أخرى من العائلة النخيلية القريبة والبعيدة من نخيل التمر والكثير من الصفات الحيوية الفريدة مثل تنوع الثمار والمحتوى الغذائي، ومقاومة الأمراض والآفات والتكيّف مع الظروف البيئية المعاكسة. وقال : أنجزنا اكتشاف مورثات سوسة النخيل الحمراء على النطاق الواسع وتم نشره في مجلة علوم الحشرات Insect Science عام 2012م، مبيناً أن هذه الدراسة وفرت أول مجموعة للمعلومات عن ال DNA المكمل لسوسة النخيل الحمراء على نطاق واسع للدراسات المستقبلية. من جهته، استعرض الشريك العلمي للمشروع نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الدكتور جو يو، تاريخ مشروع مورث النخيل والمراحل التي تمت فيه، مشيراً إلى إنشاء مختبر لحساب البيانات ومنصة لعلوم الجينوم والمعلومات المشترك بين مدينة الملك عبدالعزيز والأكاديمية الصينية للعلوم .