تقف الفتاة السعودية هدى وعرفات القاضي الشاب اليمني مرة أخرى أمام محكمة صنعاء للرد على تهمة الدخول غير الشرعي للأراضي اليمنية والمساعدة عليه. وكان عرفات من المهاجرين العاملين في السعودية، وقد التقى هدى وأحبا بعضهما وقررا الزواج. لكن عائلة هدى رفضت وقررت تزويجها من شخص سعودي. أحبه، أحبه، أحبه.. وتواجه هدى إمكانية ترحيلها إلى السعودية وهو ما يرفضه الشابان ويهددان بالانتحار إن حدث. وقال محامي هدى السابق عبد الرقيب القاضي لبي بي سي "إن السلطات اليمنية ألقت القبض على هدى في ميناء الطوال الحدودي واقتادتها إلى صنعاء لمحاكمتها، وقد تقدمت بطلب لجوء مازال دون استجابة." وكانت هدى في كل جلسة تردد طلبها للقاضي بتزويجها من حبيبها اليمني صارخة في وجهه، أحبه، أحبه، أحبه. وتلاقي القصة انتشارا كبيرا في اليمن ودعما جماهيريا متصاعدا حيث قرر كثير من اليمنيين التجمع أمام المحكمة الأحد لدعم الشابين. وقال قحطان الحريري محامي هدى "إن المحاكمة تسير طبقا للقانون، وأن الاتهامات غير جدية، غير أن المشكلة يثيرها مسؤول الحجز والترحيل في مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية الذي يرفض تنفيذ قرارات العدالة وتمكين المفوضية السامية للاجئين من مقابلة هدى." وأضاف أنه "تقدم بشكوى إنكار العدالة أمام النائب العام ضد الضابط المذكور وطالب بمتابعته كما يطالب وزير الداخلية بوقفه. غير أن الضابط المعني يقول بأنه ينفذ تعليمات "هاتفية" من وزير الداخلية." وشرح الحريري "إن ترحيل هدى يعني إنهاء حياتها بنسبة تسعين في المئة من طرف عائلتها وقبيلتها من منطقة العشير بسبب ما تعتبره العادات والتقاليد "عارا". كما أن السلطات السعودية ستودعها الحبس دون شك وستوجه لها تهما مثل الخروج دون محرم أو الخلوة غير الشرعية أو إيتاء الفعل الفاضح." وتطالب السلطات السعودية التي عينت محاميا لمتابعة المحاكمة بإعادتها إلى بلدها لكن هدى وعرفات يهددان بالانتحار إذا حدث ذلك. وتعود تفاصيل قصة الحب هذه قبل ثلاث سنوات دخلت هدى محل بيع الهواتف النقالة الذي يعمل به عرفات وخرجت منه بقصة حب مع الشاب اليمني. ومن داخل سجنه قال عرفات "تعرفت عليها أول مرة في محل للهواتف المحمولة وتقدمت لخطبتها ثلاث مرات لكن أهلها رفضوا تزويجها من شخص يمني." وأضاف "أهلها يريدون تزويجها من ابن عمها لكنها رفضت وحلفت على نفسها ألا يلمسها أحد غير اليمني." وشرح عرفات أن "هدى واجهت الأمرين مع عائلتها، حتى تقبل الزواج من ابن عمها. لكنها ذات يوم اتصلت بي وقالت أنها هربت إلى اليمن." وعلى ذلك أقسم عرفات قائلا لبي بي سي "نعم لقد قالت أنها لن تعود إلى السعودية إلا في كفنها وأقسم أنه لو فعلتها لقتلت نفسي مباشرة بعدها، إذ لن يفرقنا إلا الموت وربما لن يجمعنا إلا الموت إذا فرقتنا الحياة." وكانت هدى قد صرحت لوسائل إعلام إنها "فرت من البيت واستقلت سيارة مع عائلة مدعية أنها يمنية وطلبت من السائق تقريبها من الحدود اليمينة وهناك طلبت هاتف أحدهم واتصلت بعرفات." ثم أضافت "عرفات أو الموت." يركز محامي هدى على عدم امكانية ترحيل هدى بسبب المخاطر التي تتهددها إن حدث، ويفترض في هذه الحالة أن تكون محمية بموجب معاهدة اللجوء. وقال الحريري إن "وجهاء يمنيين قدموا ضمانات كثيرة للعائلة وللسلطات السعودية بأن هدى ستعيش حياة كريمة في اليمن وستكون الأسرة التي تحلم بها مع عرفات."