CNN) -- يعمل فريق من العلماء في صحراء موريتانيا على تطوير نظام جديد وفريد من نوعه يمكن له مساعدة هذه الدولة العربية الأفريقية الفقيرة على توقع الظروف الجوية الملائمة لانتشار أسراب الجراد التي تدمر سنوياً المحاصيل القليلة التي ينتجها الفلاحون من أراضيهم الصحراوية وتدفع السكان إلى حافة المجاعة. "المركز الوطني لمكافحة الجراد" بالعاصمة نواكشوط، يدرس مجموعة خيارات بعضها بسيط وبعضها الآخر معقد، تبدأ بوضع أجهزة خاصة لمتابعة الأسراب، وصولاً إلى مسح الصحاري عبر الأقمار الصناعية لمتابعة تحركات الحشرات وتلقي التبليغات من القبائل البدوية التي تجوب البلاد عبر تزويد أفرادها بهواتف محمولة. ويقول الفريق إن هدفه هو الوصول إلى مرحلة يمكن فيها التنبؤ بتحركات أسراب الجراد ومواعيد حصولها بنفس الطريقة التي يتم من خلالها توقع الظروف المناخية. ويقود محمد عبدالله ولد بابا الفريق العلمي العامل على المشروع في موريتانيا، وقد قال إنه قام حتى الآن بإعداد ما يمكن وصفها بأنها "أكبر قاعدة بيانات حول الجراد في العالم،" تتضمن الظروف الجوية المناسبة لتكاثر الحشرات وطبيعة تنقل أسرابها. ويقول ولد بابا إن كثافة الأسراب تبلغ ذروتها في السنوات التي تتساقط فيها الأمطار بغزارة تفوق المعتاد في الصحراء، ما يزيد من رقعة الغطاء النباتي الذي يمكن للحشرات أن تتغذى عليه، ويضيف الباحث الموريتاني أنه يقوم بمراقبة هذه المعطيات من خلال أجهزة رصد موزعة في البلاد، إلى جانب مراجعة صور الأقمار الصناعية. وينشر فريق العمل على المشروع عشرات من عناصره لتقديم معلومات ميدانية، كما يوفر هواتف محمولة لعدد من البدو الذين يجولون الصحراء مع قطعانهم للتبليغ عن تحركات الأسراب في حال مشاهدتهم لها. ويقول ولد بابا إن العمل شاق وبالغ الأهمية، خاصة وأن الكثير من الغموض يلف ظاهرة الجراد، وخاصة الأسباب التي تدفع تلك الحشرات للتحرك على شكل موجات تغزو الأراضي الزراعية. ولدى كوتارو ميانو، الباحث الياباني المتخصص في شؤون دراسة سلوك الحشرات، بعض النظريات التي تحاول شرح الأمر، بينها