وقعت إيران وماليزيا الأربعاء على عقد بقيمة 16 مليار دولار، لتطوير قطاع الغاز، فيما وصف بأنه أكبر صفقة من نوعها في تاريخ قطاع الطاقة الإيراني، وذلك بعد أسابيع قليلة من فوز إيران بصفقة ضخمة أيضاً مع شركات صينية. وبموجب الاتفاقية، تقوم شركة ماليزية بتأمين الأموال لتطوير حقلي "كلشن" و"فردوس" للغاز في جنوبي البلاد وإنتاج الغاز الطبيعي المسال، وقد اعتبرت طهران العقد بمثابة رد جديد على محاولات حصارها اقتصادياً. وتم التوقيع على العقد بين "علي وكيلي" المدير التنفيذي لشركة "فارس للنفط والغاز" بالنيابة عن شركة النفط الوطنية الايرانية، و مختار البخاري رئيس "مؤسسة البخاري الماليزية،" وبحضور وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري. وقال وكيلي لوكالة الأنباء الإيرانية إن العقد الذي تبلغ قيمة 16 مليار دولار يشمل 10 مليارات تخصص للاستثمار في الحقول البرية لمدة 25 عاماً وستة مليارات أخرى للحقول البحرية، على ما نقلته الأسوشيتد برس. ومن المقرر أن تقوم شركة SKS التابعة لمجموعة مؤسسة البخاري، بعملية تطوير هذين الحقلين، فيما اعتبر وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري، أن الصفقة تصب في إطار الرد المضاد على محاولات عزل بلاده بسبب ملفها النووي. ووصف نوذري الاتفاقية بأنها "من أكبر اتفاقيات الاستثمار في قطاع الطاقة الإيراني" علماً أنها تأتي بعد أقل من 3 أسابيع من موافقة مؤسسة "سينوبك" الصينية على تطوير حقل نفط "يادآوران" النفطي العملاق بقيمة ملياري دولار. كما أشار إلى أن الصفقة تأتي مع طفرة النمو الاقتصادي التي تعيشها آسيا حالياً والتي ترتب زيادة في طلب الطاقة. وستستغرق عمليات إتمام المشروع 25 عاما، وستحصل الشركة الماليزية على 50 في المائة من إنتاج الغاز المسال، علماً أن التقديرات تشير إلى احتواء حقلي "كلشن" و"فردوس" على 60 تريليون قدم مكعب من الغاز، وستبلغ طاقة إنتاجهما اليومية 3.380 مليارات قدم مكعب يومياً. وكانت الصفقة قد أثارت حفيظة الولاياتالمتحدة التي تحاول تشديد الطوق الاقتصادي حول إيران، إذ سبق لمسؤولين في الكونغرس أن دعوا إلى وقف المحادثات التجارية مع ماليزيا بعد توقيعها الاتفاق المبدئي. وكان وزير النفط الإيراني قد أعلن الثلاثاء، أن محادثات إيران مع الشركة الايطالية للطاقة "أديسون" على وشك أن تنتهي بإبرام اتفاق بشان تزويد أوروبا ب 42 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني. وقال نوذري، "لقد انهينا تقريبا المفاوضات مع شركة اديسون الايطالية" مبينا أن احتياجات "أديسون" تبلغ 42,5مليون متر مكعب من حتى نهاية 2008 ثم ستصبح 128 مليون متر مكعب. وردا على سؤال عن كيفية وصول الغاز الإيراني إلى ايطاليا، قال وزير النفط الإيراني انه سيتم نقله عبر أنبوب غاز يعبر تركيا ثم اليونان وألبانيا.