خبر اقتراب كوكب المريخ من كوكب الأرض حتى يصبح حجمه وشكله مساوياً ومماثلاً لحجم القمر عندما يكون بدراً في حالة لن تتكرر أبداً! وذلك يوم الجمعة ليلة السبت 17 رمضان 1431ه الموافق 27 أغسطس، حيث انتقل الخبر من مستوى تداول الأفراد إلى مستوى الإعلام المشاهد والمقروء! حتى بلغ الخبر ملايين الإيميلات عبر فضاء الانترنت في كل أنحاء العالم يدعوهم إلى ترقب الحدث الفلكي المميز مساء الجمعة. . ***** :. والصحيح أن الخبر ليس له رصيد علمي، ولا أساس فلكي، ولا حتى رياضي، وإنما هو محض إشاعة تتردد سنوياً في 27 أغسطس منذ حوالي سبع سنوات مضت، وانطلت على بعض الأفراد والجهات في العالم أجمع. والإشاعة تلك بدأت منذ عام 2003 في 27 أغسطس، عندما فعلاً اقترب كوكب المريخ من الأرض حتى أصبح بعده 56 مليون كم، وهي أدنى مسافة بين الكوكبين منذ 57617 قبل الميلاد، ومع هذا القرب لم يصبح المريخ بحجم القمر، بل زاد لمعانه ووضوحه فقط. وفي مساء الجمعة 17 رمضان الموافق 27 أغسطس سيكون بعد كوكب المريخ عن الأرض 314 مليون كم (أبعد من الشمس بمرتين)، ولرؤية كوكب المريخ في حجمه وبعده وصورته الحقيقية فضلاً انظر في هذه الليالي جهة الغرب بُعيد غروب الشمس بقليل فستجد كوكب المريخ فوق الأفق الغربي، وهو نازل في برج السنبلة، وإلى جنوبه مباشرة كوكب الزهرة الذي هو ألمع جرم في تلك الجهة. من جهة أخرى والله أعلم لم ولن يحدث أن يقترب المريخ من الأرض ليكون بحجم القمر يوماً ما، وذلك لمخالفته نواميس النظام الشمسي فإن حدث هذا جدلاً فسوف تختل نظم الأرض والقمر والمريخ على حد سواء إِنْ في المدار أو السرعة أو الدوران أو المد والجزر على الأقل، وقد تخطف الأرض من كوكب المريخ قمريّه فوبوس و ديموس ليدورا حول كوكب الأرض بدلاً من المريخ والله أعلم وله في خلقه شؤون. *عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون. رمضان 1431ه