قال مدير الآثار بمدينة صرواح صالح بن حسين الضمأ ان جهودا أثمرت هذا العام عن اكتشاف نحو (95) قطعة أثرية يعود تاريخها إلى العهد السبئي. القطع الأثرية عثرت عليها بعثة المعهد الألماني للآثار العاملة في معبد صرواح, خلال موسمها هذا العام الذي استمر (37) يوماً، حيث عثر على بعض منها في المعبد المجاور للمقة ( إله القمر قديما عند السبئيين) الذي تم الكشف عنه أواخر العام المنصرم. ونوه إلى أن القطع الأثرية تحتوي على تماثيل برونزية, ولوحات جيرية نقشية, عليها زخارف وكتابات حِميرية تشير بقدوم ممالك سبأ إلى اله المقة, ورسائل لملوك آخرين توحي بتبادل العلاقات والرسائل والهدايا, تم ضمها إلى بقية القطع الأثرية التي يزيد عددها عن 2600 قطعة أثرية بمخزن (صرواح ) الواقع أسفل معبد المقة، ليتم نقلها إلى المتحف الذي طال انتظاره. وأشار الضمأ إلى قيام فريق بعثة المعهد الألماني للآثار خلال هذا الموسم بتنفيذ عدد من الأعمال تمثلت في إعادة نصب ثلاثة أعمدة تاريخية من الحجر الجيري, يصل طول الواحد منها 8 أمتار ويزن نحو (6) طن, تم رفعها بالرافعات, وذلك بعد ترميمها وتقويتها بأوتادر مخفية, بينما لا تزال ستة أعمدة أخرى ممدة على الأرض, ومن المتوقع رفعها الموسم القادم في نهاية شهر ثمانية. ولفت إلى بطء عملية تنقيب وترميم البعثة الألمانية للآثار في صرواح, والتي تقتصر العمل منذ عام 1991م على مراحل موسمية بمدة لا تزيد عن (37) يوماً من كل عام, بحجة قلة الإمكانيات المادية والتي ليست كفيلة بالعمل أكثر من (37) يوماً. وتعد مدينة صرواح من أقدم المراكز السبئية المتقدمة في الهضبة, وتقع غير بعيد من حاضرتهم الكبرى مدينة مأرب في المنخفضات، وفي أراضي خولان التي أرتبط تأريخها المعروف بالسبئيين باستمرار, وأقيمت هذه المدينة ضمن سياسة التوطين السبئي (توطين عشائر وقبائل سبئية في مناطق محددة)، وهي سياسة أتبعها السبئيون في مناطق مختلفة من نجد اليمن والجوف.