فى يوم 23 سبتمبر من كل عام تحتفل المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا بالعيد الوطنى لتوحيد المملكة، ففى مثل تلك الايام و بتحديد يوم 17 جمادى الاولى عام 1351ه - 1932م أصدر الملك " عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود " رحمة الله عليه مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك " عبد العزيز " يوم 21جمادى الأول من نفس العام الموافق 23سبتمبر 1932م لإعلان قيام المملكة العربية السعودية، و بالفعل كتب الملك " عبد العزيز بن عبد الرحمن " شهادة ميلاد جديدة للمملكة العربية السعودية، بعد أن خاض العديد من المعارك من أجل كتابة مستقبل مشرق للمملكة و شعبها، فطريق طويل خاضه الملك المؤسس و رجاله المخلصون لوضع المملكة على طريق الدول الواعدة سياسيا و أقتصاديا، و للعمل على بناء دولة حديثة قائمة على التطوير و المعاصرة، و النهوض بجميع شرائح المجتمع، حتى بدء الملك المؤسس و رجاله فى تحمل أعباء تلك المرحلة الصعبة فى عمر أى دولة، حتى بدئت تتوزع المهام و المسئوليات على أبناء المملكة المخلصين . و فى عام 1344ه 1926م انشاء الملك المؤسس منصب النائب العام فى الحجاز بعد أن أسس حكومة بمنطقة الحجاز، و أسند ذلك المنصب لابنه الامير " فيصل بن عبد العزيز " رحمة الله عليه و الذى أسند اليه أيضا رئاسة مجلس الشورى، وفي 19 شعبان 1350ه أى30ديسمبر1931م صدر نظام خاص بتأليف مجلس الوكلاء، ثم أنشأ الملك المؤسس بعد ذلك عدداً كبيرا من الهيئات و الوزارات حتى بدئت ملامح الدولة العصرية تتضح للجميع، و من ثم بدئت بعدها المملكة العربية السعودية تفرد أجنحتها السياسية و الدبلوماسية فى المنطقة و العالم كله، فقامت بالعديد من العلاقات الدبلوماسية وفق التمثيل السياسي الدولي المتعارف عليه رسمياً، و تم تعيين السفراء والقناصل والمفوضين والوزراء، و باتت المملكة تنظر لجميع القضايا الاقليمية و الدولية بأهتمام، و بتأكيد كان للقضية الفلسطينية الاهتمام الاكبر، كما كانت المملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية بالقاهرة عام 1945م، كذلك أيضا كانت السعودية من أوائل الدول التي وقعت على ميثاق هيئة الأممالمتحدة عام 1364ه 1945م وأسهمت في تأسيس العديد من المنظمات الدولية التي تهدف إلى إرساء الأمن والاستقرار والعدل الدولي . و سيذكر دائما للملك " عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود " إرساء النهضة الحضارية و الأمن في جميع أرجاء و ربوع المملكة العربية السعودية، و أنشاء العديد من شبكات الطرق و المواصلات التى ساعدت على ربط العديد من المدن والقرى ببعضها البعض، و تنشيطها بحيوية للتغلب على مشاق و صعوبات مسافات الصحراء الطويلة، وردع جميع المحاولات التي تمس استقرار شعب المملكة وممتلكاتهم، و توفير الامن و الامان لجميع المواطنين . و بعد وفاة الملك المؤسس في الثاني من شهر ربيع الأول من عام 1373ه الموافق للتاسع من شهر نوفمبر عام 1953م، لم تتوقف مسيرة الانجازات و العطاء فأنتفض أبنائه لاستكمال المسيرة و السير على نفس المبادئ بكل أخلاص و تفانى، فسار الملك " سعود بن عبد العزيز " يزرع بذور العلم فى أبنائها و فتياتها، و بات الملك " فيصل بن عبدالعزيز " يعلى كبريائها و نخوتها بمواقف رائعة لا تنسى تجاه القضايا العربية، و جاء الملك " خالد بن عبد العزيز " يدشن أستقرارها و أستقرار الجزيرة العربية كلها، و رسم الملك " فهد بن عبد العزيز " خطوط أمنها القومى ضد تنامى نفوذ الطامعين بثروات الخليج، و اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك " عبد الله بن عبد العزيز " أطال الله فى عمره ملك الانسانية و ابا لكل سعوديا و سندا قويا لكل عربيا، بسياسة متزنة و واقعية بعيدة عن أجواء المزايدات و الهتافات الخاوية التى ظهرت فى صراعات المنطقة بعد عام 1979م . و فى أوقات صعبة مرت بها مؤخرا منطقة الشرق الاوسط أستطاع ربان السفينة الملك " عبد الله بن عبد العزيز " عبور أمواج عاتية بسياسته المتزنة، و جنبها العديد من المصادمات، فى وقت حاول فيه المتأمرون بالدفع بالمملكة لربيع الفوضى . و اليوم بفضل جهود هولاء الملوك و أبناء المملكة الابرار أصبحت المملكة العربية السعودية طرف هام فى جميع القضايا الدولية و المعادلات السياسية بالاقليم، و رمانة ميزان للعديد من القضايا العربية، فالمسيرة بدئت يوم 17 جمادى الاولى عام 1351ه و لن تتوقف أبدا، شاء من شاء وآبى من آبى . الكاتب و المحلل السياسى بقضايا الشرق الاوسط [email protected] - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : fady.JPG