قد يكون من باب الصدفة أو لا يكون.. ان يصدر أمر ملكي سعودي يتضمن عقوبة بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد على 20 سنة، بحق كل من يشارك في اعمال قتالية خارج المملكة العربية السعودية باي صورة كانت، في اعقاب حملة جريئة شنها الاعلامي المتميز داود الشريان في برنامجه «الثامنة» ضد كل من يشجع على الجهاد في سوريا، في اطار حملة واسعة ضد هؤلاء. وقد نص الامر الملكي الذي صدر بعد هذه الحملة على سجن كل من ينتمي الى اي من التيارات او الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات ارهابية داخلياً أو اقليمياًً أو دولياً، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، وذلك انطلاقاً كما ورد في البيان عن الديوان الملكي من مقاصد الشريعة الاسلامية في حفظ الامة في دينها وأمنها ووحدتها وتآلفها وبعدها عن الفرقة والتناحر والتنازع. ما أحوجنا الى هذا النوع من الحزم في التعامل مع كل من شرذمنا ومزقنا وفرقنا بسبب الدين.. حين سيطرت فئة تنتمي لفكر ديني متطرف يرفض الآخر، ويبخل عليه بأي حسنة لمجرد انه لا يشاركه فكره وتوجهه.. واتاح له الساحة للتعبير عن هذا الرفض بالسلاح بكل اشكاله، والتدخل في شؤون الآخرين غصبا عنهم من دون رضاهم، وعدم احترام خصوصية اي دولة او مجتمع. بالصدفة وقفت عند برنامج «الثامنة»، واذا باتصال من ام مفجوعة على ابنها الذي ذهب للقتال في سوريا من دون علمها بعد ان غسل متطرفون دماغه، وهو ابن ال 16 من العمر، حين اوهموه ان القتال هناك جهاد للاسلام، كانت تبكي بألم موجع، وهي تندب حظها الذي اوقع ابنها في براثن هذه الفئة القاتلة، داعية بحرقة أكثر الى منع هؤلاء واتخاذ اجراء ما حتى لا يغرروا بالمزيد من ابناء وشباب الخليج، ودفعهم للانتحار، وليس القتال في بلاد الآخرين. لن ادخل في تفاصيل ما قاله الشريان، وما رد به بعض الدعاة في السعودية، ولكنني اتمنى ان تختصر حكومتنا الزمن وتبادر الى اتخاذ اجراءات حازمة وحاسمة للموضوع نفسه في الكويت، وان تتم مراقبة مخيمات الشباب الدينية التي تتم فيها خطوة الغسل الاولى لعقولهم بشكل ذكي يبعد الشبهة عنهم، حتى ينتهي الشباب بأحزمة ناسفة تلف بطونهم، او اسلحة الآر بي جي على اكتافهم. قد تكون الخطوة التي اتخذها الملك عبد الله متأخرة، غير أن أوانها أزف، بعد ان تفشى التطرف واحرق الاخضر واليابس داخل المملكة وخارجها، ولكنها مطلوبة وبشدة في الكويت ايضا اليوم، قبل ان تصل نيران التطرف فيها الى حدود ابعد مما هي عليه حاليا.. والتي احرقتنا كلنا، حين لوثت مناهجنا، واشاعت الفوضى والفساد في اروقة أغلب وزاراتنا ومؤسساتنا. اقبال الأحمد [email protected] نقلا عن القبس الكويتية