ماهو الصندوق التي تختبئ فيه المرأة السعودية دون إرادتها فإذا خرجت منه رأت الحياة ورأتها الحياة أيضا؟ قيم المجتمع الثقافية التي تكوّنت بفعل ظروف اجتماعية وسياسية ودينية وشكّلت تراكمياً صورة مشوشة للمرأة السعودية داخل مجتمعها وتبعا لذلك انتقلت للخارج. ولدنا أحراراً وتدريجياً صار الرجل وصياً علينا وصدّقنا أنّا ضعيفات وهشّات لا نستطيع أن نفعل شيئا لذواتنا، وتكالبت الأنظمة والقوانين التي سُنّت في لا شعور المجتمع حتى ترسخت في أذهان أفراده وانعكست على سلوكيات أفراده حتى أصبحت المرأة مغيبة عن حقوقها التي كفلها لها الشرع. وصرنا قبل أن نشرع في توعية المجتمع يجدر بنا أن نفكر في توعية المرأة. حتى عندما برزت المرأة السعودية في الطب والتعليم خلق العقل الجمعي ألف مبرر لهذا النجاح وعامله كاستثناء يؤكد القاعدة التي تؤسس للمرأة مكانا تقليديا لا يناسب قدراتها. برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي جاء في زمن المعلوماتية وأبرز بالفعل طاقات الشباب السعودي وبالنسبة للمرأة فقد ساهم في تعرف العالم على قدراتها لأنها تركت الصندوق وانطلقت لتثبت ذاتها في العلم والمعرفة. المبتعثات رغم كل ما يبثّه البعض من افكار مشككة في جدوى ابتعاثها للخارج للدراسة ورغم الصعوبات التي لا تواجه أي طالبة في العالم كما تواجهها من سلطة ذكورية تلحق بها لضرورة وجود الرجل ليرافقها مهما كان أصغر عمرا أو حتى نضجا منها، ومع ذلك فهي تسجل باستمرار إنجازات علمية مختلفة. الذي فاجأني بالفعل أننا كنا لسنوات في الإعلام نناقش أهليّة المرأة لدخول انتخابات المجالس البلدية ومجلس الشورى حتى جاء القرار السياسي لينصف المرأة. الأسبوع الماضي فازت طالبة سعودية اسمها «زينب الشخص»، من جامعة ويبر في ولاية يوتا، تخصص هندسة حاسب آلي، بمنصب ممثّل الطلبة الأجانب في الحكومة الطلابية «مجلس طلاب الجامعة»، وحصلت «زينب» على نسبة 70 في المائة من الأصوات، ما أهلها لاعتلاء كرسي البرلمان الطلابي، ممثلة لأكثر من خمسمائة طالب وطالبة أجانب في البرلمان الطلابي. لا تقولوا المجالس البلدية لدينا تختلف والمجتمع الغربي مختلف فقط هو الصندوق الذي لم تحمله معها الفتاة السعودية إلى الخارج. نقلا عن الجزيرة