وهم المنافقون ومداحو السلاطين والطغاة وصناع الاستبداد، وهم كانوا ومازالوا موجودين في مختلف عصور تاريخنا الطويل، ومع الأسف كانوا من البلغاء والعلماء والمبدعين: شعراء مثل النابغة الذبياني والأخطل وجرير والفرزدق وبشار والبحتري وأبو تمام والمتنبي، ومازالت هناك بقية منهم في عصرنا، وإن كانت الأغلبية أصبحت للإعلاميين، وهم الذين أفسدوا أمتنا وكانوا السبب في تخلفها وتأخرها، وكان لكل سلطان مثقفوه وأذنابه، وهم الذين تجدهم في موائده ومهرجاناته، والذين يفوزون بجوائزه، ولهذا كان جان بول سارتر عظيما حين رفض جميع الجوائز التي منحت له ومنها جائزة نوبل، لأن ذلك يجعله واحدا من مثقفي السلطة، ولهذا ليس بدعا أن تحذر هيئة الفساد من ملاحقتها لممتدحي المسؤولين والمبالغين في الثناء عليهم وعلى إنجازاتهم وأعمالهم الوظيفية.. وقالت الهيئة إن مدح المسؤول بغير ما فيه (وهناك الكثير من الذين يحبون أن يمدحوا بما لم يفعلوا) يعد نوعا من أنواع الفساد لما يترتب عليه من غرور المسؤول، وصرفه عن رؤية الأمور على حقيقتها، وبما ينتج عنه من فساد كبير في أداء المهام.. ورصدت الهيئة منذ اعتمادها من قبل خادم الحرمين الشريفين قبل عام تجاوزات بعض الموظفين وتقديمهم لمسؤوليهم بشكل مبالغ فيه بخلاف المهام المناطة إليه وغير المنفذة.. وبالمناسبة يجب أن يكون هناك ميثاق يرتبط به كل كاتب أو شاعر ويتعهد فيه بعدم منافقة أي مسؤول وأن يلتمس الصدق والحقيقة في كل ما يقوله. نقلا عن الرياض