أما وقد تجرعت الديمقراطية الكويتية الكأس المرة, وبتنا في مواجهة مباشرة مع مخاوفنا مما يمكن ان تؤدي اليه الندوات الانتخابية لحشد المؤيدين وتعزيز حظوظ المرشحين الانتخابية, والتي لن تخلو من شحن طائفي وإثارة قبلية, وهتك حرمات الناس وممارسة البطولات الوهمية, فاننا رغم كل ذلك نتمنى ان لا يكون حل مجلس الأمة نتيجة إملاء قلة نيابية استطاعت بصوتها العالي ابتزاز الدولة, ويأمل الشعب الكويتي ان يكون خلف أكمة هذا الحل ما هو في مصلحة الكويت- الدولة والشعب. ليس خافيا على أحد ان تلك القلة النيابية التي استطاعت, حسب اعتقادها, فرض شروطها على الدولة, اتهمت العديد من الناس, وكما قلنا سابقا ونعيد ونذكر, بتهم لم يحسم أمرها القضاء حتى الان, ما يعني ان الكثير من الناس أصبحوا ضحية تأييدهم للحكومة والمطالبة بتطبيق القانون وفرض هيبة الدولة, وتركوا يدفعون ثمن سعيهم الى استكمال بناء دولة المؤسسات, وكأن الدولة تسير وفق إملاءات تلك القلة المشاغبة, وليس وفق المنطق الصحيح للدول, فمن تعدى على الأمن الوطني واقتحم مجلس الأمة, وحرض على ذلك سيصبح بطلا في نظر مؤيديه, بينما من عارض انزلاق الاوضاع في البلاد الى الفوضى سيكون مدانا, وهي معادلة لن تكون في مصلحة الكويت, لان أصحاب المخطط الشامل للسيطرة على العالم العربي لن يبقوا في مقاعد المتفرجين على ما يحدث عندنا, لا سيما ان هؤلاء يؤمنون ان الكويت البوابة الفضلى للعبور الى كل الخليج العربي لتمرير مشروعهم الذي نقرأ للاسف عناوينه العريضة الدامية والفوضوية في العديد من الدول العربية. لا مفر من الاعتراف ان الديمقراطية الكويتية وضعت حاليا في اختبار صعب جدا, ولذلك يعلق الشعب الآمال على ان تكون المرئيات التي أدت الى استقالة الحكومة السابقة وحل مجلس الامة تؤدي الى خريطة طريق واضحة المعالم تفرض من خلالها الدولة هيبتها وتعود الى بيت الحكم الهالة والقوة والمنعة التي تبعده عن أي مساس, او تفرض عليه التهاون او التنازل أمام كل من يحاول فرض شروطه على الدولة بالابتزاز او عبر الشارع, حتى تقطع بذلك دابر المخاوف التي تشتعل نيران هواجسها في صدور المواطنين, بعد كل الاهوال السياسية التي شهدوها, وان تعيد الى الخطاب السياسي رزانته, لأن غير ذلك سيجعل الناس يكفرون بكل أنواع الديمقراطية التي يرون بالتجربة والدليل أنها لم توفر لهم الامان والاستقرار والحياة الكريمة. ليس للكويت أي حل غير الحزم في مواجهة كل الآفات الطفيلية التي نشأت على هامش الممارسة الديمقراطية, وإلا ستؤدي الطريق التي تسير فيها الى مستقبل تتحكم فيه الفوضى ويملي المشاغبون رؤاهم ومزاجيتهم, فيما يبعد الأخيار الى الظل, بل ربما يستعبدون, عندها لا يملك الشعب الا القول: على كويت الاستقرار والديمقراطية... السلام. نقلا عن السياسة الكويتية