لا يختلف اثنان على تزايد سطوة الإعلام الجديد، وتراجع تأثير الإعلام الرسمي على الجمهور بشكل لافت، خاصة شريحة الشباب التي تشكل العمود الفقري للمجتمع، سيما مع بروز تأثير «تويتر» كأحد محركات الرأي العام السعودي، والذي يعكس أيضا مزاج الشارع واتجاهاته. وعندما نقارن بين محركات الإعلام الجديد، لجهة «تويتر» و«فيسبوك» نجد تحولا كبيرا لدى النخب الفكرية والاجتماعية، في الاتجاه نحو «تويتر» الذي يتميز عن «فيس بوك» بالطابع الإخباري، والرسالة الجادة، بينما يتميز موقع «فيسبوك» بالشمولية لجهة الجوانب الفكرية والترفيهية والتفاعلات الاجتماعية الشاملة، وما يميز «تويتر» الاختصار الحاد في الرسالة الإعلامية (140 حرفا) وكذلك مصداقية الأسماء المشاركة إجمالا، بعيدا عن الأسماء المستعارة لأهداف ترفيهية في بعض المواقع، كما يتضح دوره البارز في صياغة الرأي العام عبر (هشتقت) بعض الموضوعات من خلال إنشاء ملف جانبي، وإخضاعه لمجس الرأي العام السعودي. لذلك نجد أن اختلات المشهد الإعلامي؛ بدلت موازين القوى الإعلامية، فلم يعد تملك الصحف والقنوات أو المواقع الإلكترونية مؤثرا وحيدا وفاعلا في توجيه الرأي العام، الذي أصبح يجد طريقه إلى الفضاء المحلي والعالمي عبر «تغريدات» تويتر الإخبارية والفكرية. ما يعني أهمية تغيير الاستراتيجيات الإعلامية السائدة، والانتقال من التعامل الأحادي عبر المؤسسات الإعلامية، إلى التعامل مع الرأي العام، الذي يتباين من منطقة لمنطقة، ومن شريحة اجتماعية لأخرى، وفق مرجعيات متعددة، أفقيا ورأسيا، مما يشكل مفهوم الرأي العام، الذي هو الهدف الرئيس للوسائل الإعلامية، فالرأي العام أصبح عمليا خارج نطاق الوسائل الكلاسيكية، أمام سطوة الإعلام الاجتماعي الذي يلعب دورا بارزا يفوق الإعلام الرسمي أحيانا، فعدد متتبعي بعض مستخدمي تويتر يفوق توزيع أعداد بعض الصحف، وعدد التغريدات الإخبارية والفكرية، يفوق إنتاج مؤسسات إعلامية كاملة، خاصة مع بلوغ مستخدمي فيس بوك الثلاثة ملايين مستخدم، فيما يتصاعد استخدام «تويتر» في المملكة إلى أكثر من مليون مستخدم، بشكل مضطرد. ويبقى السؤال .. من يصيغ الرأي العام السعودي ويحدد أولوياته؟. نقلا عن عكاظ