في ظل دولة بحجم قارة كالسعودية يعد الناقل الجوي دعامة مهمة جداً للاقتصاد، وخاصة في ظل عدم وجود بديل حقيقي للنقل الجوي كالنقل البري عبر القطارات والذي لم يستطع مواكبة تطور الاقتصاد، الأمر الذي زاد العبء على النقل الجوي في تحمله وحيداً، وزاد من ذلك وجود الدعم عبر إعانة الوقود للخطوط الجوية السعودية الأمر الذي حد من إمكانية وجود أي منافسة بين ''الخطوط السعودية''، وأي ناقل جوي وطني آخر، بل إن هذا الأمر قد أدى إلى إعاقة تطوير ''الخطوط السعودية'' من منطلق أن ''الخطوط السعودية'' لا تستطيع رفع أسعار التذاكر الداخلية لمواكبة الأسعار الدولية نتيجة الإعانة، وبالتالي ستتسبب في عدم مقدرة الشركات الوطنية الأخرى من منافستها ولا شك أن إعانة الوقود بحسب معلوماتي وإطلاعي في هذا الجانب بأنها لا تغطي تكاليف ''الخطوط السعودية''، وبالتالي تتكبد خسائر على الرحلات الداخلية خاصة في ظل زيادة أعداد الركاب بأعداد تفوق المليون ونصف المليون راكب سنوياً، وأن التشغيل الداخلي بحسب تقارير ''الخطوط السعودية'' يصل إلى 70 في المائة من تشغيل الطائرات ولا يحقق سوى 30 في المائة من التشغيل الدولي والبالغ 30 في المائة من التشغيل يحقق 70 في المائة من الإيرادات في ظل المنافسة الشديدة مع شركات الطيران الدولية من ناحية السعر وتنوع الخدمات وحرية الراكب في اختيار الناقل الجوي دولياً، ومع هذا فلقد استطاع الناقل الوطني من تحقيق النقلة النوعية في مجال التقنية خلال فترة وجيزة، حيث تمكن من مواكبة التطور في مجال الطيران الدولي عبر إضافة الأنظمة الآلية المتطورة في مجال الطيران وإصدار التذاكر الإلكترونية وشرائها وإصدار بطاقات صعود الطائرة وإن اختيارها من قبل الشركات العالمية المتحالفة ذات المستوى العالي في الجودة والأداء والاحترافية في تقديم الخدمة SKY TEAM لأكثر دليل على مواكبة ''الخطوط السعودية'' الشركات العالمية في تقديم الخدمة وتميزت بهذا التحالف عن باقي شركات الطيران العالمية الخليجية التي لم تُضم لهذا التحالف العالمي الذي يوفر أعلى درجات الأداء والجودة والخدمة الاحترافية لعملاء ''الخطوط السعودية'' على متن طائرات حلفائها وإيصالهم إلى بقاع العالم كافة. وأن هذا الانضمام يؤكد قدرة الناقل الوطني في تجاوز جميع الاختبارات والمعايير والمقاييس الدولية. والكثير منا يحاول أن يقارن بين ''الخطوط السعودية'' وشركات الطيران الدولية الخليجية من حيث نوع الطائرات وتقديم الخدمات وهي مقارنة غير عادلة، ف ''الخطوط السعودية'' والتي كما ذكرت أن 70 في المائة من تشغيلها داخلياً وهذا يعني لمسافات قصيرة ومحكومة بأسعار محدودة لا يمكن للآخرين منافستها وبالتالي عدم تشغيلها داخلياً، وبين تلك الشركات الخليجية الدولية والتي لا تشتغل على الخطوط الداخلية قصيرة المدى، إضافة إلى أن تشغيلها إلى أي قطاع دولي مبني على الجدوى الاقتصادية وليس لتقديم خدمة وطنية. ومع هذا فإن ناقلنا الوطني قد اتخذ خطوة متقدمة عن باقي شركات الطيران الدولية في منطقة الخليج عبر إنشاء شركة ''طيران السعودية الخاص'' SPA، وذلك بشراء عشر طائرات تقدم خدماتها للرحلات الخاصة لرجال الأعمال وشركات القطاع الخاص ولجميع الطائرات الخاصة في المملكة من إدارة وتشغيل وصيانة وخدمات أرضية مساهمة في تنمية صناعة الطيران الخاص والعام. إضافة إلى ذلك فإن قيام ''الخطوط السعودية'' بشراء أعداد كبيرة من الطائرات الحديثة وإدخالها الخدمة واستبدال الطائرات القديمة في فترة وجيزة، ويعد إنجازا كبيرا وذلك خلال عام ونصف فقط، وعبر تمويل ذاتي من البنوك. وتشير الإحصائيات التي تم الاطلاع عليها إلى ارتفاع معدل الأداء التشغيلي لمواعيد الطائرات خلال هذه الفترة. وأخيراً فإن ''الخطوط السعودية'' على الرغم من العقبات استطاعت أن تحقق إنجازات عالمية يجب ألا ننساها مع مقارنات غير عادلة، وإن السرعة التي نلاحظها في عملية التخصيص والتي بدأت في تخصيص بعض القطاعات، تدل على أن الخطوط لديها خطط استراتيجية لتحقيق التخصيص قبل عام 2015 عندما تصبح المملكة عضوا كاملا في منظمة التجارة العالمية WTO والتي بموجبها تمنع تقديم أي نوع من الإعانات ل ''الخطوط السعودية''، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار التذاكر الداخلية لمواكبة الأسعار العالمية ودخول شركات منافسة ل ''الخطوط السعودية'' من منطلق أن الأسعار ستحقق الربحية والاستمرارية لشركات الطيران المشغلة داخليا. ولا شك أن هذا الأمر سيدفع ناقلنا الوطني إلى بذل المزيد من تحسين الخدمة والأداء والجودة والتشغيل من منطلق تجاري بحت. وهذا الأمر يدعونا إلى مطالبة وزارة النقل بالإسراع في تأمين وسائل النقل الأخرى من قطارات وحافلات التي طال انتظارها لربط جميع مناطق المملكة لسد الفجوة المستقبلية في قطاع النقل. نقلا عن الاقتصادية السعودية