بدلا من إفراد حلقات من برامجهم الدينية التلفزيونية في موضوعات ك"كيف تحترم زوجتك في الإسلام ؟! " ..أو "كيف يسعد الزوجان.." وغيرها مما يعزز قيم وترابط الأسرة خاصة وقد وصل العنف الأسري لمستوى الجريمة ضد المرأة والأطفال؛ نجد بعض الوعاظ والدعاة ليس على مستوى مجتمعنا المحلي فقط بل على مستوى المجتمع العربي المسلم وعبر هذه الفضائيات الدينية المتزاحمة؛ يخرجون علينا بالعجائب عبر حلقات بعضها يفردونه ويفتون الناس حول "كيفية ضرب الزوجة في الإسلام ؟!" فهذا يجيب متصلا أن الزوج من حقه تأديب زوجته إن كانت عاصية له بل و"يكسر راسها"!؟ وآخر يشرح كيفية ضرب المرأة في الإسلام بالسواك والفرق بينها وبين الحمار في الضرب فذاك لا يفهم ولا يشعر ولكن هي ستشعر وتفهم! بشرط أن يكون ضربا غير مبرح للإهانة فقط! بل مع الأسف الشديد هناك من زعم أن ضرب المرأة هو من كرامة المرأة وثان قال إن صلاح البيت والسعادة الزوجية يكون بضرب المرأة! وآخر يقول وضع الإسلام "كتلوجاً" في كيفية التعامل معها بالضرب! وأقوال عجيبة فعلا ومصيبة أن هؤلاء ينسبونها للدين العظيم؛ وما عليكم إلا أن تدخلوا على "اليوتيوب" والبحث عن كلمتين "ضرب الزوجة "؛ لتعرفوا هؤلاء الذين يتحدثون بإسهاب في كيفية ضرب المرأة باسم الإسلام وكيف بذلك يسيئون لهذا الدين العظيم؛ بل كيف يتحدثون عن ضربها وكأنه واجب ديني يستشهدون فيه بالأدلة وبقصص السلف ممن ضربوا وأدبوا النساء؛ وفي خضم كلامهم يتعامون عن سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام الذي لم يضرب أي زوجة من زوجاته مدى حياته؛ وإن ذكروه لم يطيلوا. ونتساءل ببراءة لئيمة بعد هذا الكم الهائل لكلام هؤلاء ممن شَرْعن ضرب المرأة: لماذا هذا العنف يتزايد ضد المرأة لدينا!؟ لماذا بات بإمكان الرجل أن يقتل زوجته حرقا أو ضربا أو حتى دهسا بالسيارة كما حصل من أحد الأزواج وبطريقة بشعة ثم يُحكم عليه بالسجن 12 سنة فقط دون أن يحكم عليه بالقصاص وهو ما نشرته إحدى الصحف من أسابيع، ومع الأسف الشديد كثير من الجهلاء يبررون العنف الذي بات يتزايد تجاه المرأة بل ويشرعونه دينيا؛ سواء كان لفظيا أو نفسيا أو جسديا بأنه تأديب للمرأة يقره الإسلام العظيم ويدعو له كما يعتقدون ويروجون ولا يعلمون كم يظلمون الإسلام وكم يسيئون له بمثل هذا التفكير العقيم المتناقض مع جوهر الإسلام؛ مستشهدين على ذلك بالآية الكريمة في سورة النساء؛ من قوله تعالى "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا"؛ وليت هؤلاء فقهوا اللغة في قول الرحمن الرحيم في هذه الآية؛ فالمقصود مختلف تماما عمّا فهموه من ظاهرها؛ وليتهم فهموا اللغة وأسرارها قبل تشريع الضرب والترويج له وكأن المجتمع يحتاج فيه الرجل لمن يُشرع له العنف ضد المرأة!! وليتهم حين شرعنوا ضربها وضّحوا ما مساحة طاعته على المرأة!؟ فهي طاعة يضع معاييرها الرجل نفسه بما لديه من أخلاق تتسع أو تضيق أو تنعدم؛ فقد يكون مدمن مخدرات أو سكيرا أو سيء معشر وغير ذلك وهنا تعرفون جيدا ما حدود طاعة هذا الزوج على زوجته المغلوبة على أمرها. لم انته بعد؛ وأترك لكم الرابطين هنا؛ ونكمل غدا. http://www.youtube.com/watch?v=rTCyHtA__2Q http://www.youtube.com/watch?v=1z_pdjig24U نقلا عنالوطن السعودية